قصة خبرية

بكاميرا مستأجرة.. شقيقتان سوريتان تؤسسان مشروعهما

ت + ت - الحجم الطبيعي

بسنوات عمرهما القليلة تنزل سارة ويارا إلى الشارع مجهزتين بكاميراتهما، تبحثان عن الراغبين بتوثيق مشوار يقومون به، أو ربما أمهات يرغبن في تصوير أطفالهن حتى تكون للصورة تاريخ وذاكرة مهما مرت السنون.

اعتادت كل من سارة ويارا اللتين ما زالتا في صفوف الدراسة، التوجه إلى دمشق القديمة وخصوصاً عند الجامع الأموي، حيث يكثر الزوار هناك، في البداية كانتا تسألان المارة إن كانوا يرغبون في التقاط الصور، لكن اليوم اتسعت دائرة المعارف بالنسبة لهما وأصبحتا معروفتين في هذه المناطق السياحية التي يتردد عليها كل السوريين وبمجرد وصولهما يعرف الجميع أنهما على موعد مع لقطات مميزة سيحصلون عليها بالمجان أو مقابل مبلغ من المال.

تخبرنا سارة وهي طالبة في الصف الثالث الثانوي، أنها تعلمت التصوير من حوالي السنتين بشكل شخصي، واعتمدت على موهبتها أولاً وعلى متابعة الفيديوهات التعليمية عبر المواقع الإلكترونية ثانياً، وبدأت بالتدريج بالاحتراف من خلال تصوير أفراد العائلة ومن ثم معارفها، وحينما شعرت أنها أتقنت التصوير قررت تحويله لمصدر دخل، ولأنها لم تكن تملك الأدوات الأولية للمهنة استأجرت كاميرا في البداية، ولم تنتظر حصولها على استديو بل نزلت إلى الشارع لتصوير الناس بالأماكن العامة.



إثبات الذات

لا تنكر أن الناس في البداية استغربوا الأمر فنوعاً ما اختفت هذه المهنة مع انتشار الموبايلات والكاميرات الحديثة، كما أنها مهنة ارتبطت عادة بالذكور، لكن الأختين قررتا إثبات نفسيهما فتحول استغراب المارة لاهتمام واستفسار حول آلية عملهما واختيار اللقطات فضلاً عن السعر.

تشعر سارة بالسعادة اليوم لأنها نجحت في صنع اسم لها داخل العاصمة، وتشير إلى أنها تمكنت هي وأختها من خلال هذا المشروع البسيط من توفير دخل لهما، وهما تحلمان بتوسيع عملهما وتنفيذ جلسات تصور احترافية.

لا تقتصر سارة ويارا في جولاتهما على الشام القديمة، بل تغطيان العاصمة بأكملها تقريباً فتتجهان إلى مناطق كفرسوسة والشعلان، وغيرهما وتختاران الأماكن التجارية، حيث يمكنهما الحصول على زبائنهما.

صحيح أن هدف كل من يارا وسارة هو جمع المال في ظل الظروف التي تعاني منها العائلات السورية، إلا أنهما في الوقت ذاته أعادتا مهنة قديمة كانت تنتشر في المناطق السياحية والأسواق العتيقة وهي مهنة التصوير الفوري.

Email