اليمن.. نساء يتحدّين الحرب ويقتحمن وظائف الرجال

ت + ت - الحجم الطبيعي

دفعت الحرب المستمرة في اليمن جراء الانقلاب الحوثي، وتداعياتها على الاقتصاد، النساء لاقتحام مجالات عمل طالما ظلت عقوداً حكراً على الرجال، فيما اضطرت أخريات للعمل في غير تخصصاتهن لمواجهة أعباء الحياة اليومية ومتطلبات الأسر، فيما تشير تقارير الأمم المتحدة، إلى أنّ النساء يتحملن مسؤوليات 70 في المئة من العائلات النازحة.

فتحت شذى ناشر، وبعد إكمالها تعليمها الجامعي، مكتباً لسيارات الأجرة الخاصة بالنساء، بعد أن عملت لسنوات في توصيل زميلاتها ومعارفها بالسيارة التي كانت تمتلكها، لتحذو حذوها أم محمد التي أعلنت نفسها كأول سائقة سيارة أجرة خاصة بالنساء في تعز.

كما اقتحمت طليعة سالم في عدن، باب توصيل الطلبات للمنازل سواء الطلبات من الداخل أو الخارج، بعد عملها لسنوات في أكثر من مكان لم يكن راتبها يكفي للوفاء بالمتطلبات في ظل الغلاء. وخصصت طليعة مشروعها لتوصيل الطلبات وخدمة فئة كبيرة من ربات البيوت، والعاملات في المجال التجاري واللاتي لا يستطعن الخروج.

ووجدت هديل الحاج، نفسها وبعد سنوات من التفوق والحصول على شهادة جامعية في مجال الهندسة الالكترونية، في مواجهة واقع مرير لا يواكب تطلعاتها، ولا يسمح لها باستكمال تفوقها، إذ تسببت الحرب في إغلاق المنافذ أمام حصول الكثيرين على عمل يتوافق مع دراستهم.

طالما حلمت هديل الأم لطفلين في الحصول علي وظيفة تحقق عبرها ذاتها، لكنها لم توفق بعد تقديمها للعمل في العديد من الشركات التي اشترطت سنوات الخبرة ما مثّل عائقاً أمامها فلم يشفع لها تفوقها إذ كانت تعود كل مرة إلى منزلها بيأس وإحباط كبيرين. قرّرت هديل وبعد تفكير ومشورة اقتحام مجال صناعة الحلويات، وتمكّنت خلال فترة وجيزة من تقديم تشكيلات وأنواع متميزة من الحلويات، مستخدمة وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق، إذ حاز منتجها على إعجاب الكثيرين واستطاعت خلال شهر واحد تحقيق نجاح كبير عزّز طموحها ورغبتها في الاستمرار والتطوّر.

تتلقى هديل الطلبات عبر الهاتف وأصبح منزلها مصنعاً للحلويات، إذ تستغرق في وضع المقادير باحترافية لضمان أعلى مستويات الجودة، ويرافق ذلك إتقان في التشكيلات والألوان، في ظل تعدّد أذواق الزبائن وتنوّع المناسبات، فيما تستغرق وقتاً إضافياً في تزيين الطلبات بعد تجهيزها.

Email