حمام السوق في دمشق.. وجهة سياحية شتوية للشباب

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هذه الأيام تنشط السياحة الشتوية في سوريا على غير العادة، بسبب الظروف الاقتصادية وكذلك ظروف الشتاء، إلا أن ثمة حركة سياحية واضحة تستهدف ما يعرف عنه في دمشق بحمامات السوق، وهي حمامات أثرية تاريخية قديمة تمتاز بوفرة المياه الساخنة وأجواء البخار وكذلك المقاهي الساحرة داخل الحمام بعد الانتهاء منه، وبالتالي أصبحت اليوم مقصداً للمئات من السوريين.

السبب الأول في هذه الزيارات إلى حمامات السوق هو الانقطاع المتكرر والكهرباء في معظم مناطق الشام، باستثناء هذه الأماكن السياحية التي تجلب الكهرباء بطرق تجارية لكنها مكلفة إلى حد كبير، أما السبب الثاني فهو خدمي  يعود إلى توفر المياه في كل الأوقات في هذه الحمامات الأمر الذي جعلها مكاناً يجمع المئات يومياً على الرغم من ارتفاع الأسعار وقلة الدخل.

عشرات الشباب يتجهون بشكل مستمر وأسبوعي إلى هذه الحمامات للاسترخاء ومزاولة «الساونة» والغرف البخارية المعروفة في تلك الحمامات، وبعد هذه الحمامات يأخذ الشباب وكل الزوار قسطاً من الراحة أمام مصطبة الحمام والاستمتاع بالأجواء الدمشقية الساحرة، وقد بات هذا المشهد مألوفاً في حمامات السوق إذ أصبح الشباب الرقم الأكثر تكراراً في هذه الحمامات، بسبب غياب الخدمات الأساسية في دمشق.

في السابق مثل هذه الأماكن كانت غير مخصصة لفئة الشباب في العموم، إلا في حالات الزواج حيث يذهب الشاب وفق الفلكلور الشامي من أجل حمام «الفرح»؛ إلا أنه في العموم فإن هذه الحمامات مخصصة لكبار السن في الغالب، لكن الظروف الحالية تداخلت في دمشق خصوصاً وباتت هذه الأماكن المفضلة لدى فئة الشباب.

ولا يخلو يوم من الأيام دون مرور مئات الشباب إلى حمام السوق، ويصطحبون معهم أعمالهم وأجهزتهم الخاصة (اللابتوب)، ليمارسوا العمل من داخل هذه الحمامات لتوفر الكهرباء والماء والأجواء التراثية التي تتميز بها تلك الحمامات. 

Email