لبنان.. آمال على استقالة قرداحي وأزمة حكومية بلا أفق

ت + ت - الحجم الطبيعي

غداة تقديم وزير الإعلام، جورج قرداحي، استقالته، والتي أتت من باب تحصيل الحاصل، وفق شبه الإجماع اللبناني، ومع ارتفاع منسوب الكلام عن أنّ حكومة رئيس الوزراء، نجيب ميقاتي، تحرّرت من عبء كان يثقل كاهلها، ومنسوب الآمال بأن تسفر الاستقالة عن انفراج العلاقات مع دول التعاون الخليجي، ذهب اهتمام اللبنانيين، لنتائج زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لبعض دول التعاون، لا سيّما المملكة العربية السعودية، وإنّ كان هناك ثمّة إجماع على أنّ ما ينتظر ماكرون في الرياض مهمة لبنانية شاقة، وفق تأكيد مصادر مطلعة لـ «البيان».

ولم تنعكس الإيجابية التي لفحت أزمة استقالة قرداحي على الملف الحكومي، إذ إنّ الأجواء لا تزال تؤشر إلى أنّ الحلول لعقدة تعطيل جلسات مجلس الوزراء، لم تنضج بعد، باعتبار أنّ هذه الأزمة لا تزال تراوح عند الأسباب التي أدّت لتعطيل جلسات مجلس الوزراء، منذ 12 أكتوبر الماضي، والمرتبطة بالتحقيق العدلي، وموقف حزب الله وحركة أمل، واللذين يربطان عودة وزرائهما للمشاركة في جلسات الحكومة، ببت مصير المحقق العدلي، القاضي طارق البيطار.

وبعد أكثر من شهر على نشوب الأزمة الأقسى في تاريخ لبنان مع دول الخليج، على خلفية مواقفه، وإثر تدخلات من كل حدْب داخلي، وصوْب خارجي، لبدْء سحب فتيل انفجار الغضب العربي من لبنان، وسلطته التي أمعنت في استهداف دول الخليج، طُويت صفحة قرداحي، باستقالته من الحكومة اللبنانية، ليبقى رصْد ما ستكون انعكاسات هذه الخطوة، والتي دفع الفرنسيون نحو إتمامها، على مباحثات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في دول الخليج، خصوصاً في المملكة العربية السعودية. وارتفع منسوب الكلام عن ضرورة رصد الحجم الحقيقي لاستقالة قرداحي، وما إذا كانت ستكفي لتخفيف التوتر على الأقل، باعتبار أنّ المعالجة الكبرى للأزمة، لا تبدو متاحة حالياً، وربّما خلال ما تبقّى من العهد الحالي. وتوقّع مراقبون، أن تشكّل استقالة قرداحي، مدخلاً لمباحثات ماكرون في السعودية، وإنْ كان حكماً سيسمع موقفاً واضحاً، بضرورة أن تتّجه المعالجات اللبنانية نحو جذور المشكلة، وعدم الاكتفاء بقشورها. 

وضجّت القراءات السياسيّة، بالإشارة إلى أنّ الأزمة الخانقة التي يتخبّط فيها لبنان، هي ليست بين لبنان وعمْقه العربي، بل بين «منطق الدولة»، و«لا منطق الدويلة»، وسببها المباشر، أنّ الدولة المتراخية، استسهلت منذ عام 2005، شراء سلْمها الأهلي وأمنها وعدالتها وعلاقاتها مع محيطها والعالم، من خلال التنازل لحزب الله.

Email