كيف أصبحت «حلاوة شعبان» في نابلس الفلسطينية اليوم؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

بين أزقة دمشق الصغرى، تتجول وكأنك تجوب العالم كله، تقف على ناصية الطريق بضع دقائق تنتظر فيها تناول فطورك الصباحي المتمثل بالتوأم النابلسي، توأمان لا ينفصلان عن بعضهما البعض، ليشكلا طعماً لذيذاً خلق من رحم أزقة البلدة القديمة في نابلس الفلسطينية منذ زمن بعيد، ليصبح أشهر ثنائي في المدينة، بلونهما الذهبي والبرتقالي اللامع يجذبان كل متسوق لتذوقهما، هما حلاوة القرع والزلابية، قصة مشهورة تروى لكل زائر لمدينة نابلس.

 تتميز مدينة نابلس عن باقي مدن الضفة الغربية، بانتشار مصانع حلاوة القرع والزلابية، وبأسلوب تقليدي اعتاد صانعوها على إعدادها وبيعها للزبائن.

يستذكر علاء التيتي أمجاد أجداده بهذه المهنة، ويقول لـ«البيان» وهو منهمك في إعداد العجينة، لقد توارثنا صناعة هذه الحلوى عن أجدادنا، وقد تعلم أجدادنا الصنعة من العثمانيين إبان الحكم العثماني للبلاد، والحلاوة القرعية ذات أصول تركية، والزلابية النابلسية هي توأم للزلابية الشامية من حيث النكهة وطبيعة المكان الذي تصنع فيه، ويضيف «تقسم الأكلة إلى قسمين الحلاوة والزلابية وتتكون الحلاوة من مربى القرع أو الجزر الذي يبشر إلى أصابع رقيقة ويطبخ على نار هادئة مع السكر، والزلابية هي العجينة التي يتم عجنها قبل بيوم ودون خميرة على أن تكون طرية ومتماسكة في الوقت ذاته ويتم رقها على شكل مثلث بحيث يمسكها الصانع من طرفين وينزل الثالث إلى أسفل ويغمرها بالزيت حتى تأخذ اللون الذهبي، وتؤكل الزلابية مع الحلاوة وتزين بحبة البركة السوداء، وكي تأكلها وتتذوق طعمها بكامل روعته ما عليك إلا أن تنزل إلى السوق صباحاً وتضع ملعقة كبيرة من الحلاوة في وسط الرغيف وتلفه، وبين التيتي أن معظم زبائنه من كبار السن الذين يحرصون بشكل شبه يومي على تناول الزلابية وحلوى القرع في وجبة الفطور».

ولفت إلى أن حلاوة الزلابية عرفت قديماً بحلاوة شعبان، نسبة إلى شهر شعبان، حيث كان النابلسيون يشترونها في هذا الشهر ويقدمونها هدية لبناتهم، وهي من العادات الاجتماعية المعروفة في نابلس.

Email