تفاهمات أمريكية روسية في سوريا تعبّد طريق الاستقرار

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظلت الإدارة الأمريكية، بعيدة عن الملف السوري، باعتبار أنّ سياستها في سوريا، انتهت عند مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، إذ لا تزال بعض القوى الحليفة مع واشنطن، تقوم بهذه المهمة، الأمر الذي يرضي الأمريكيين، إلى حد كبير. وظهرت تساؤلات مخيفة، حتى بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، عن الوجود الأمريكي في سوريا، في بلد لم يتم حسم القضايا السياسية والعسكرية، وبالتالي، فإنّ الوجود الأمريكي أو عدمه، سيقلب الأمور، حال تخلت الولايات المتحدة عن سياستها في حفظ الأمن والاستقرار في سوريا.

وعلى الرغم من التوقعات الإيجابية بسياسة أمريكية تسهم في الحل النهائي للأزمة السورية، إلا أنّ الإدارة الأمريكية، لم تتجه إلى أي نوع من الحسم، واتجهت لعملية تقارب مع روسيا، اللاعب الاستراتيجي في سوريا، من أجل إيجاد طريقة لإدارة الصراع في سوريا، بحيث لا يتم توسيع الصراع على الأرض.

عبر منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بريت ماكغورك، عن اتجاهات السياسية الأمريكية في سوريا، مؤكداً استمرار قوات بلاده في سوريا، حتى إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، وأن واشنطن تعمل إلى جانب روسيا، من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، فضلاً عن مواجهة التمدد الإيراني في سوريا، ولعل هذه النقاط الأساسية في السياسة الأمريكية في سوريا، التي تقوم على حل سياسي، بحيث لا تكون سوريا مشكلة دولية، تدفع الدول الغربية ثمن هذه الأزمة، فيما الأمر الثاني، إنهاء وجود تنظيم داعش على الأراضي السورية، والثالث، ضمان عدم تمدد إيران في سوريا، بحيث لا تكون خطراً على المنطقة، وعلى المصالح الأمريكية في المنطقة.

ويشير مراقبون إلى إدراك الولايات المتحدة، أن الحلول العسكرية الأمنية في سوريا، أخذت البلاد خلال السنوات العشر الماضية، إلى الجحيم والدمار، دون نتيجة سوى تدمير الدولة، ما استدعى العمل على عودة الاستقرار والأمن إلى سوريا، لافتين إلى أنّ استعادة الاستقرار في سوريا، لن يتحقّق إلا بدعم الحكومة السورية، وهي المعادلة الأمريكية التي بدت واضحة خلال العامين الماضيين.

وأضاف المراقبون: «من هنا، يمكن قراءة العودة العربية إلى سوريا، ومحاولة الدفع بعلاقات اقتصادية وسياسية جيدة، بحيث يمكن للدول العربية، مع بعض التنازلات الأمريكية في سوريا، إنقاذ سوريا من الورطة الإيرانية، التي أصبحت ثقيلة على الدولة السورية، والمجتمع السوري».

توازن

وتقوم روسيا وأمريكا، بدور متوازن في سوريا، عبر تمكين الحكومة السورية من إدارة المناطق التي تسيطر عليها، دون حروب عسكرية، وفي الوقت ذاته، تعمل روسيا على تقوية مؤسسات الدولة السورية، لتتمكن من إدارة شؤون البلاد، الأمر الذي من شأنه إعادة التوازن والاستقرار إلى سوريا، ودورها الإقليمي والدولي.

ومن شأن التوافق الروسي الأمريكي، خلق حالة من الارتياح الأمني والسياسي في سوريا، حتى التواصل إلى صيغة مقبولة من كل الأطراف تنهي الصراع.

Email