«لمسة فاشن» مبادرة لاجئة سورية لتدوير الخيام

ت + ت - الحجم الطبيعي

من قماش الخيم القديم والمهترئ في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، استطاعت السورية أم شريف عماري أن تخيط العديد من مستلزمات المنزل من الشراشف والستائر وما تحتاجه العائلة من الأغطية في مختلف المجالات، فهي رأت أن القماش أصبح فائضاً ولا استخدام له، فالعائلات الآن جميعها يقطن في الكرفانات ولا وجود للخيم داخل المخيم، والمنطق يوجب الاستفادة من هذه الأقمشة بدلاً من ذهابها إلى القمامة.

لم تكتفِ الخمسينية أم شريف بالاعتماد فقط على أقمشة الخيم، وإنما أصبحت معروفة لدى الأسر في المخيم بأنها تستطيع تحويل قطع القماش المستعملة إلى قطع من الممكن الاستفادة منها من خلال مبادرتها «لمسة فاشن»، فكانت الملابس التي تخاط متنوعة ما بين ملابس الأطفال وكذلك عملت على تدوير العلب البلاستيكية، وتمكنت من خلال مساعدة ابنتها من تزيين ما تنتجه من القطع عبر الخرز والتطريز.

تقول: «حينما رأيت أن أقمشة الخيم أصبحت زائدة على حاجتنا، ومن الممكن الاستفادة منها انطلقت في استرجاع خبرتي في الخياطة، وهي خبرة تراكمت لدي من أيام سوريا، وفي المخيم ونتيجة ضعف الإمكانات وعدم وجود أدوات عديدة أصبحت أحيك ما أريده يدوياً أو عبر ماكينة بسيطة، السيدات في المخيم تميزن بأنهن يبحثن عن وسائل لتحسين دخل الأسرة والوقوف إلى جانب الزوج، فالظروف المادية صعبة على الجميع وأغلب السيدات أصبح لديهن مشاريع منزلية انطلقت من أفكار بسيطة».


تحديات كبيرة

وتعد أم شريف المعيلة لأسرتها بسبب انفصالها عن زوجها، ولديها أولاد يحتاجون إلى الرعاية وخاصة أنهم في عمر الدراسة، تضيف قائلة: «السيدة التي تعد معيلة أسرتها تقع على كاهلها مسؤولية مضاعفة وتواجهها تحديات غير محدودة، ومن هنا فإن استمرارها بقوة وعزيمة أمام هذه التحديات يعد نجاحاً بحد ذاته، لقد استطعت من خلال مبادرتي أن أحسن نفسية أهل بيتي من خلال ترتيب المنزل، وأيضاً وجود دخل بسيط، وأسعى إلى أن يصبح التدوير مشروعاً أكبر يضم في فحواه سيدات يرغبن في العمل وأن نساعد على المحافظة على البيئة وأن نستفيد من كل قطعة قماش ممكنة».

 عملت قطع مميزة جداً ومفيدة، من ملابس للأطفال إلى حقائب بمختلف الأشكال، وصناديق من البلاستيك لزينة السيدات، علاوة على تدوير الألعاب ومستلزمات المنزل المختلفة، وتفكر أم شريف بأن يستمر عملها وأن يتطور عملها ويكبر، ولكنها تحتاج إلى الدعم من قبل المهتمين بإعادة التدوير لإتمام أفكارها على أرض الواقع، والآن لم تعد تعتمد بشكل أساسي على قماش الخيم، وإنما على جميع الأقمشة التي تأتيها من قبل أهل المخيم.

Email