التأزم والفوضى.. السيناريو الأقرب بعد انتخابات العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهر استطلاع للرأي أجرته «البيان»، عبر موقعها الإلكتروني وحسابها على موقع «تويتر»، تبايناً في الآراء، إذ ذهب 56 في المئة من المستطلعين عبر الموقع إلى أن أولى ثمار الانتخابات البرلمانية في العراق تتمثل في إنهاء عبث الميليشيات، مقابل 44 في المئة قالوا إن نتائج الانتخابات ستفرز مزيداً في الفوضى والتأزم. وفيما توقّع 33.3 من المستطلعين عبر «تويتر»، أن تسفر الانتخابات عن إنهاء عبث الميليشيات، أشار 66.7 في المئة إلى أنّ الاتجاه نحو المزيد من الفوضى والتأزم يبقى السيناريو الأقرب.

وأكّد الخبير أستاذ العلاقات الدولية د. مؤيد الونداوي، أنّ العراق يعيش حالة من الانقسام الواضح، لافتاً إلى وجود جهود إقليمية ودولية من أجل صياغة توافقات السياسية بين الكتل الفائزة في الانتخابات، فضلاً عن جهود تبذلها الدول العربية من أجل إعادة العراق للحضن العربي. وأوضح الونداوي، أنّ المكوّنات السياسية تعلمت فن المناورة، فيما تقتضي مصالحها العليا التصالح بدلاً من التصارع، مضيفاً: «الميليشيات ستبقى موجودة ولا يوجد مؤشّرات على مغادرتها، وستبقى الأوضاع السياسية كما هي فالطبقة الفاسدة مازالت تتصدر المشهد، فضلاً عن أنّ الأوضاع الاقتصادية لن تشهد تحسناً ملحوظاً، ومهمة رئيس الوزراء القادم ليست بالسهلة، لاسيّما إن جاء من خارج الأحزاب».
مساران
بدوره، أشار أستاذ العلوم السياسية د. خالد شنيكات، إلى أنّ العراق مقبل على مسارين، أولهما اعتراض قانوني على نتائج الانتخابات من قبل الجهات التي لم تحقق نتائج، لاسيّما الحشد الشعبي الذي شكّلت له النتائج صدمة كبرى، مردفاً: «من المهم تسليط الضوء على أنّ انتخابات 2018 تختلف عن الحالية وما يريده المواطن العراقي تغير، في الانتخابات السابقة كان يسعى إلى توفير الأمن، فيما تتمثّل أولوياته الآن في تحسين الواقع المعيشي والوضع الاقتصادي ومعالجة الفساد والفقر والبطالة وغيرها من القضايا».

ولفت شنيكات إلى أنّ المسار الثاني يتمثّل في العراق مجدداً إلى دائرة العنف والاشتباكات المسلحة الداخلية والفوضى، مشيراً إلى أنّ المؤسسات الأمنية لم يكتمل نموها حتى تمارس سلطة الضبط، ما يتيح للجماعات التحرك، لاسيّما أن ميليشيات الحشد الشعبي لديها ترسانة أسلحة قد تضع البلاد على أعتاب الحرب الأهلية حال استخدامها في ظل هذه الأوضاع المتوترة.
وقال شنيكات: «هذه الميليشيات مسلحة ولو أنّها لا تمتلك السلاح لكان خيارها التظاهرات والتوجه إلى الشارع، السيناريو الأوضح الآن هو التصعيد، لكن هناك قوى تتحكم بتطورات الأوضاع سواء بخفض التصعيد أو تغذيته، ومن المتوقع أن تؤثر أطراف دولية في الأزمة وبحكم علاقاتها الوثيقة مع أطراف الأزمة، أو إبقائها كورقة تفاوض».
 

 

Email