السودان ..الانقسام والاستقطاب يهدّدان الفترة الانتقالية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرحلة فاصلة يمر بها سودان ما بعد التغيير، إذ تمر عملية الانتقال بأصعب امتحان، منذ أن تم التوافق على الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية في أغسطس من العام 2019، وذلك عقب تفجر الصراع فيما بين شركاء الحكم الثلاثة، وخروجه للعلن بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي، وأوشك التنازع على العصف بكامل عملية الانتقال، في ظل حالة من الانقسام الحاد وعملية تحشيد وتحشيد مضاد للشارع.

ولم يستبعد المحلل السياسي الجميل الفاضل لـ «البيان» انتهاء الأزمة قريباً باعتبار أن نوايا الأطراف تكشفت تماماً خلال الأزمة، وهو ما يجعل الشارع السوداني والمجتمع الدولي يضغط في سبيل الرجوع للوثيقة الدستورية، ويؤكد أن الرجوع والالتزام بالوثيقة يضع الجميع في حدود الصلاحيات المنصوص عليها.

وتوقع الفاضل أن يحدث المجتمع الدولي الداعم للانتقال المدني اختراقاً في الأزمة لا سيما الدور الأمريكي الذي بدا واضحاً من خلال ما صدر عن الخارجية والزيارة المرتقبة للمبعوث الأمريكي جيفري فيلتمان للخرطوم. وقال: «الدول الكبرى هذه لا تتحرك وترسل مبعوثاً ما لم تضمن أن تحركاتها ستأتي بنتائج».

ويحذر المحلل السياسي محمد عبد القادر من أن الوضع في السودان ينذر بكارثة محقّقة، خاصة في ظل انقسام في الشارع السوداني وهو انقسام ليس بين دعاة العسكرية والمدنية، ولكنه انقسام بين شارعين ثوريين، وهذا متغير جديد في الشارع، وهناك اتهامات من هنا وهناك، ولكن الواقع أن من يعتصمون الآن في القصر الجمهوري كانوا جزءاً من قوى الحرية والتغيير، وأضاف لـ «البيان» أن هذا انقسام خطير ويمكن أن تكون لديه انعكاسات سلبية. يشار إلى أن العلاقة بين مكونات الحكم في السودان تشهد حالة شد وجذب عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة التي تم إجهاضها في الـ 21 من الشهر الماضي.

Email