آمال فلسطينية على تفاهمات القاهرة لتحسين الواقع

في ظل إيجابية نتائج مباحثات الفلسطينيين في القاهرة، يكمن التحدي الرئيس أمام المقترحات المقدمة من الفريقين الفلسطيني والمصري في التنفيذ، لا سيّما وأنّ الشعب الفلسطيني ملّ الدعوات المتكررة لحل أزماته وقضاياه، دون خطوات عملية على الأرض.

وبما أنّ التفاهمات تقوم في مجملها على اتفاق للتهدئة الشاملة بين غزة وإسرائيل، يتضمن وقف كل أشكال الهجمات، فقد حملت التفاهمات هذه المرّة في ثناياها الكثير من المتغيّرات، ما يجعلها ممكنة وقابلة للتحقّق.

دور قومي

لا تزال الشقيقة الكبرى مصر وهي الرائدة في دعم القضية الفلسطينية، تنهض بدورها القومي، ووعدت الفلسطينيين بإقامة مدينة خدمات لأهالي قطاع غزة في الجانب المصري. ووفق المعلومات، فإنّ المدينة الجديدة المنتظر إقامتها ستقع على مقربة من مدينة رفح المصرية وستوفر مصدر إمداد دائم لسكان قطاع غزّة.

وستضم كذلك مجموعة فنادق ومستشفيات وخزانات وقود ومستودعات لمواد البناء ومكاتب للاستيراد والتصدير، وغيرها من المرافق الحيوية التي يحتاجها سكان القطاع. كما شكلت التفاهمات المصرية الفلسطينية، تسهيل سفر أهالي قطاع غزة إلى الخارج، وهو الأمر الذي قوبل بارتياح شديد لدى الفلسطينيين ممن كانت تستغرق رحلتهم إلى القاهرة أياماً عدة، فيما كان البعض الآخر يضطر للمبيت على المعابر لنحو أسبوع.

حالة استقرار

وفي إسرائيل، تتطلع حكومة نفتالي بينت، إلى خلق حالة من الاستقرار على جبهة غزة، لا سيّما في ظل وجود معارضة قوية يقودها رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتانياهو، فضلاً عن ضغط الإدارة الأمريكية أخيراً باتجاه استئناف العملية السياسية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وبالتالي فهي تعمل على توفير الأرضية المناسبة لتحقيق هذا الهدف.

ويرى مراقبون، أنّ التفاهمات المصرية الفلسطينية وحال نجاحها فإنّها ستشكّل عامل استقرار أمني طويل الأمد في قطاع غزة، ويمكنها كذلك إنعاش الأوضاع المعيشية لسكان القطاع، وتمهيد الطريق لحل كل القضايا، لا سيما وأن مصر تلقي بكل ثقلها الاستراتيجي وعمقها العربي والدولي لتحقيق استقرار المنطقة.