عمليات تفجير ومحاولات اغتيال.. شمال سوريا مسرح للرعب والفوضى

ت + ت - الحجم الطبيعي

تضرب الفوضى الأمنية مناطق شمال غرب سوريا، المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة، دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية العاملة في هذه المناطق من السيطرة على الأمن والاستقرار، حيث أسهمت الفوضى الأمنية والاختراقات بخسائر مدنية ومادية بالغة طوال العام الجاري.

وعلى الرغم من المحاولات لكشف المسؤول عن هذه العمليات، إلا أن المجموعات لم تتمكن حتى الآن من الكشف عن المسؤول عن هذه الانفجارات، بينما توجه الاتهام إلى قوات سوريا الديمقراطية «قسد» التي تنتشر في محيط مناطق سيطرة المجموعات المسلحة.

عمليات التفجير والاستهداف، ازدادت في الأيام الأخيرة، وحولت مناطق الشمال إلى مسرح مرعب من الانفجارات والعبوات الناسفة، وفي تصعيد أمني جديد نجا مدير مكتب فريق ملهم التطوعي في مدينة الباب شرقي حلب من محاولة اغتيال بعد استهداف سيارته بعبوة ناسفة، في ما لم يعرف الجهة التي تقف وراء هذه العملية.

وأفاد مدير المكتب الإعلامي في الفريق، عبدالله الخطيب، بأنّ عبوة ناسفة انفجرت في سيارة مدير مكتب الباب محمد أبو الفتوح الثلاثاء، إلا أن الأضرار اقتصرت على الجانب المادي فقط، مرجحاً أن تكون العبوة قد تم زرعها في وقت سابق من ليل الثلاثاء.

ويوم الاثنين، انفجرت سيارة مفخخة في مدينة عفرين التي تشهد بين الحين والآخر موجة من التفجيرات والعمليات المفخخة، وسط غياب الإجراءات الأمنية من قبل المجموعات المسلحة، فيما أدى الانفجار إلى مقتل 5 مدنيين بينهم امرأة، وأصيب 22 آخرون.

واستهدفت المفخخة سوقاً شعبياً وسط المدينة، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن الأضرار البشرية، وسط مطالبات أهلية بضبط الأمن، ومحاسبة المسؤولين عن الإخفاق الأمني الذي حول المدينة إلى ساحة للمفخخات والاضطرابات الأمنية.

وامتدت المفخخات إلى مناطق أخرى من شمال غرب سوريا، حيث شهدت مدينة جرابلس على أطراف نهر الفرات ذعراً أمنياً جديداً، إثر انفجارات مجهولة، رجح ناشطون أن تكون أيضاً سيارة مفخخة، حيث أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص مدنيين، وإصابة ستة آخرين في خرق أمني جديد لمناطق سيطرة المجموعات السورية المسلحة، ومن بين القتلى طفل، فيما طوقت الأجهزة الأمنية العاملة في المدينة منطقة التفجير في منطقة الدابس.

ولم تنجُ القوات التركية أيضاً من الفوضى الأمنية والاستهدافات بالصواريخ والعبوات الناسفة، حيث أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل جنديين في مدينة مارع في ريف حلب الشمالي، وتوعّدت أنقرة بالرد على هذه الهجمات بالإشارة إلى «قسد».

وعلى الرغم من المساعي الأمنية لضبط الأوضاع في مناطق شمال غرب سوريا، إلا أن الأجهزة الأمنية لاتزال عاجزة عن السيطرة، حيث شهدت هذه المناطق خلال العام الجاري ما يقارب 165 حادثة انفجار ضربت شمال غرب سوريا، وفق إحصاءات الدفاع المدني العامل في تلك المناطق، بما فيها العربات المفخخة والعبوات الناسفة والانفجارات مجهولة المصدر، وحتى الآن تضيع الاتهامات بين الأطراف المتصارعة على الأرض، وبينما تتهم المجموعات المسلحة «قسد» بهذه التفجيرات من أجل زعزعة الاستقرار، تنفي الأخيرة هذه الاتهامات.

وتشير إحصائية أولية إلى مقتل أكثر من 76 مدنياً، من بينهم 12 طفلاً و5 نساء، فيما تمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذ أكثر من 45 شخصاً أصيبوا على إثر تلك الانفجارات، التي استهدف معظمها مناطق ريفي حلب الشمالي والشرقي (عفرين والباب وجرابلس).

يأتي ذلك، في الوقت الذي تشن الطائرات الحربية الروسية غارات على مواقع بعض المجموعات المسلحة في ريف حلب، بالإضافة إلى استهداف مواقع تابعة للمجموعات المتطرفة في ريف اللاذقية، لتتحول مناطق شمال غرب سوريا إلى منطقة قابلة للانفجار في أية لحظة بسبب التوترات الأمنية.

Email