خلافات الشركاء تعترض مسيرة الانتقال في السودان

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثلاثة أسابيع، ولا تزال الأزمة بين مكوني الحكم الانتقالي في السودان، تراوح مكانها، إذ توقفت بسببها الاجتماعات المشتركة في ما بين المدنيين والعسكريين، فيما لم تضع الحرب الكلامية بينهما أوزارها، حيث يسعى كلا الطرفين لتحقيق أكبر مكاسب في المعركة التي تدور رحاها، على حساب الفترة الانتقالية، وأحلام التغيير التي يحملها السودانيون.

ويشير المحلل السياسي، محمد علي فزاري، في تصريحات لـ «البيان»، إلى أنّ البلاد تمر بمنعطف خطير، قد يؤدي لانهيار كامل لمؤسسات الدولة، ما لم يضع شركاء الحكم خلافاتهما جانباً، لافتاً إلى أنّ المخرج لتجاوز الأزمة الحالية، يتطلب ترميم جدار الثقة الذي تصدع كثيراً، والعمل بروح الفريق، بعيداً عن تصنيف مدني وعسكري، لأنّ التحديات والمخاطر تواجه الجميع.

فضلاً عن الالتزام بالوثيقة الدستورية، واتفاقية جوبا للسلام، نصاً وروحاً، وعدم فتح المجال أمام أي خروقات مستقبلية، والعمل على استكمال هياكل السلطة الانتقالية. ويشدّد فزاري، على أنّ توحيد قوي الثورة، يمثّل طوق أمان البلاد، فضلاً عن أهمية اعتراف السودانيين بالمشاكل والتحديات، وأن تكون الحلول بأيدٍ سودانية.

معايير مختلفة

بدوره، رجّح أستاذ العلوم السياسية، د. الرشيد محمد إبراهيم، أن يُمنح رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، فرصة أخرى لتشكيل حكومة بمعايير مختلفة، والعودة لمنصة التأسيس، والوثيقة الدستورية التي نصت على ضرورة تشكيل حكومة قومية بكفاءات مستقلة، وليست ذات طبيعة حزبية، مشيراً إلى أنّ من شأن هذه الخطوة، فيما لو تمت، أن تمثّل مخرجاً من المحاصصة الحزبية، والمحاصصة القبلية والجهوية، وستصب في إطار ترتيب البيت الداخلي.

ولفت إلى إمكانية أن تستوعب عملية إعادة هيكلة أجهزة الدولة في مجلس الوزراء، والمجلس السيادي والولايات، قضية الشرق، ومعالجتها في هذا الإطار، مشدداً على أنّ إعادة هيكلة الحكومة الانتقالية، تمثّل المخرج الوحيد، وأي حلول أخرى ستسهم في تضييق فرص الحل، فضلاً عن إجراء مراجعة شاملة للكثير من المؤسسات الانتقالية.

وأضاف: «لا بد من مراعاة عامل الوقت، لأنّ ذلك سيكون حاسماً في وقف استمرار الأزمة بشكلها الراهن، وهناك فرصة أمام أطراف الصراع للحل، لكن في حال استمرت الأمور لأكثر من ذلك، ستفقد تلك الأطراف السيطرة على الحل والمعالجة».

محاولات ولقاءات

وفي إطار إيجاد معالجة للأزمة الناشبة بين مكونات الحكم الانتقالي، واصل رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان «يونيتامس»، فولكر بيرتس، لقاءاته بشركاء الحكم، حيث التقى أمس برئيس مجلس السيادة، عبدالفتاح البرهان، وقبله حمدوك. وأكّد بيرتس، أن لقاءاته ستتواصل مع قوى الحرية والتغيير، مشيراً إلى أنّ اللقاءات تهدف للتركيز على القضايا الموضوعية والحقيقية أمام عملية الانتقال.

Email