صفقة تبادل الأسرى بين غزة وإسرائيل.. هل باتت جاهزة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تكتسي الجهود المصرية الراهنة، حيال إبرام صفقة مرتقبة لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين وإسرائيل أهمية قصوى، باعتبارها نتاج تفاهمات بين الجانبين لتهدئة طويلة الأمد يتبعها منح تسهيلات، كما أنها تأتي كمقدمة للمضي قدماً في إعادة إعمار قطاع غزة، بعد الحرب الأخيرة، في مايو الماضي.

وتبدو مصر مهتمة إلى حد كبير، بوضع القيادة الفلسطينية في رام الله، بكل التفاصيل المتعلقة بتفاهمات الصفقة، وإطلاعها على كل المقترحات المقدّمة لحظة بلحظة، خلال المباحثات التي جرت في القاهرة على مدار الأيام الأخيرة، بين مسؤولين مصريين ووفد من قطاع غزة، وبحثت كذلك ترتيبات تثبيت وقف إطلاق النار، ليفضي إلى التهدئة الشاملة مقابل توسيع المعابر وزيادة قائمة السلع المسموح بدخولها من مصر أو إسرائيل عبر معابر القطاع، وخصوصاً مواد إعادة الإعمار، وكذلك السماح لبضعة آلاف من العمال بالدخول إلى إسرائيل

مساران للتفاوض

ووفقاً للمعلومات التي رشحت من القاهرة، فإن المباحثات الحالية جاءت لتجديد التفاهمات التي جرى الاتفاق بشأنها فور انتهاء الحرب الأخيرة، وهناك مساران للتفاوض، واحد للتهدئة وآخر لتبادل الأسرى. وإذا صحّت الأنباء التي توافرت لـ«البيان» فإن ما يجري حالياً بين مصر وحركة حماس، من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، هو الاتفاق على قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم بموجب الصفقة، مقابل الجنود الإسرائيليين الأربعة، المحتجزين في غزة.

ويرجّح الكاتب الصحافي إسلام البياري، أن تتم صفقة تبادل الأسرى، بإشراف مصري ودولي، مبيناً أن هذا سينعكس بتجليات كثيرة على المشهد الفلسطيني، وربما يقود إلى حكومة فصائلية بضغط مصري عربي.

وطبقاً لمراقبين، فإن الفريق المصري يحرص على وضع السلطة الفلسطينية في صورة ما يجري، خشية الاصطدام بما قد يفضي إلى انفصال غزة عن الضفة الغربية، خصوصاً لجهة وقف إطلاق النار وإعادة إعمار القطاع، وغيرها من القضايا المطروحة على بساط البحث.

وحسب القيادي في حركة فتح نبيل عمرو، لم يكن هذا الحراك الذي بدأه المبعوث الأمريكي للسلام هادي عمرو في رام الله، وما جرى من مباحثات في القاهرة، لولا وجود أفق جدّي لنجاح صفقة لتبادل الأسرى، والاتفاق على تهدئة طويلة الأمد، لافتاً إلى أن ما يجري في القاهرة، يفتح أبواباً واسعة لتوقعات إيجابية.

وتساءل عمرو: «مَن ‏غير مصر يأتي كي ينجز صفقة ‏تبادل الأسرى مع إسرائيل؟ ومَن ‏غيرها يأتي بثمن معقول ‏لتهدئة قصيرة أو طويلة ‏الأمد؟».

Email