واشنطن تدخل بقوة على خط الحل في ليبيا والدبيبة يرحب بقانون الكونغرس

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخلت واشنطن بقوة على خط الأوضاع في ليبيا، فيما أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، أن السلطات الأمريكية سوف تلاحق جميع الجهات التي تعرقل «استقرار ليبيا».

وقال الدبيبة في تغريدة على حسابه الرسمي في «تويتر» إن الكونغرس الأمريكي أكد دعمه لتحقيق الاستقرار في ليبيا بإقراره قانون الاستقرار الذي يمكن السلطات الأمريكية من ملاحقة الجهات المعرقلة لتحقيق الاستقرار في ليبيا.

جاء ذلك بعد أن أقر الكونغرس، الليلة الماضية، قانون الاستقرار في ليبيا، والذي يقضي بفرض عقوبات على معرقلي الاستقرار والعملية السياسية في ليبيا.

وقال الكونغرس، إن القانون المقدم من لجنة الشؤون الخارجية في المجلس صوّت عليه 385 عضواً بـ«نعم»، مقابل 35 عضواً صوتوا بـ«لا»، في حين امتنع 12 عضواً آخرون عن التصويت.

وبموجب مشروع القانون، فإنه سيتم فرض عقوبات على الممتلكات وحظر التأشيرات على الأشخاص الذين يساهمون في العنف في ليبيا، كما ينص المشروع على الطلب من الرئيس الأمريكي جو بايدن معاقبة من يقوم بأفعال تهدد السلام والاستقرار في ليبيا، أو مسؤول أو متواطئ في انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا، أو سرق أصول الدولة الليبية أو مواردها الطبيعية.

وينص القانون على معاقبة من ينشر المرتزقة ويدعم الميليشيات وينتهك حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة وينتهك حقوق الإنسان في ليبيا، كما يدعو الولايات المتحدة إلى القيام بدور أكثر فاعلية في حل النزاع ودعم المساعدة الإنسانية والحكم الديمقراطي والمجتمع المدني والانتخابات المستقبلية؛ وتحسين الإدارة المالية للبنك المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط.

وسيطلب هذا القانون من الرئيس الأمريكي تقديم قائمة بالأشخاص الذين سيتم معاقبتهم في غضون 180 يوماً من التشريع، وستقوم حكومة الولايات المتحدة بتحديث القائمة سنوياً.

وقال عضو مجلس النواب أبو بكر سعيد إن البرلمان الأمريكي اعتمد قانون دعم الاستقرار في ليبيا الذي يدفع بحل دبلوماسي للصراع، مشيراً الى أن القانون يدعو لمعاقبة كل متورط في انتهاكات لحقوق الإنسان في ليبيا، ولمعاقبة أي أجنبي ينخرط في أنشطة تهدد السلم والاستقرار في ليبيا.

وأكد سعيد، أنه وحتى يصبح القانون نافذاً، فإنه يحتاج لموافقة مجلس الشيوخ ومصادقة الرئيس الأمريكي، واصفاً اعتماده بـ«الخطوة المهمة».

وكان صاحب مشروع القانون النائب تيد دويتش، رئيس اللجنة الفرعية التابعة للجنة الشؤون الخارجية المعنية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أعلن إن «قانون استقرار ليبيا» يهدف إلى «دعم الدبلوماسية وتقديم المساعدة، ودعم الانتخابات» وإلى «معاقبة أولئك الذين يؤججون الصراع، وتأكيد اهتمام الكونغرس بتحقيق الاستقرار في ليبيا وإحلال السلام لجميع الليبيين».

وزادت واشطن من زخم حضورها في ليبيا، حيث قام قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) أمس بزيارة الى طرابلس إلتقى خلالها مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي والدبيبة الذي بحث معه ملفات عدة، أبرزها إجلاء المرتزقة عن البلاد وملف الانتخابات المرتقبة، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب.

وأوضحت السفارة الأميركية لدى ليبيا، أن رئيس الحكومة الليبية التقى بصفته وزيراً للدفاع، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، الجنرال تاونسند في طرابلس، وأن اللقاء تطرق إلى مناقشة التطورات الأمنية في ليبيا، و«كيف ستكون الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر خطوة مهمة نحو استقرار ليبيا على المدى الطويل، في ظل حكومة وطنية منتخبة، واستقرار إقليمي من دون تدخل أجنبي».

ولأول مرة منذ تأسيسها، اجتمعت اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» أمس في العاصمة طرابلس، بحضور قائد قوات «أفريكوم» والمبعوث الأميركي الخاص لدى ليبيا. ووصفت السفارة الأمريكية هذا الاجتماع بأنه «خطوة تاريخية في التقريب بين الليبيين، لا سيما في المجال الأمني»، وقالت إن «الولايات المتحدة ملتزمة بتسهيل التنفيذ الكامل لاتفاقية جنيف لوقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل لجميع القوات الأجنبية والمقاتلين، فضلاً عن التوحيد الكامل للمؤسسات العسكرية الليبية.

واعتبرت سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا أن اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» في طرابلس بمشاركة قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» الجنرال ستيفين تاونسند، والمبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا وسفيرها ريتشارد نورلاند، «خطوة تاريخية في التقريب بين الليبيين، لا سيما في المجال الأمني» وتابعت، إن «الولايات المتحدة لا زالت ملتزمة بتسهيل التنفيذ الكامل لاتفاقية أكتوبر لوقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل لجميع القوات الأجنبية والمقاتلين، فضلاً عن التوحيد الكامل للمؤسسات العسكرية الليبية».

وقال عضو اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» عن قيادة الجيش، الفريق فرج الصوصاع أن اجتماع اللجن في العاصمة طرابلس مع المسؤولين الأمريكيين كان إيجابياً.

وأضاف في تصريحات صحفية أن الاجتماع تطرق، بشكل مباشر، إلى سحب القوات الأجنبية والمرتزقة كافة، من الأراضي الليبية، والتأكيد على موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، نهاية العام، مشيراً إلى أن المبعوث الأمريكي أكد ضغط واشنطن لإخراج المرتزقة، مثمناً، في الوقت ذاته، دور القوات المسلحة في مكافحة الإرهاب والعصابات الإجرامية جنوبي البلاد.

وأعلن الصوصاع، أن المشير خليفة حفتر، أمر قبل تسليم مهامه، قائداً عاماً للجيش، بسحب قوات عسكرية من مدينة سرت، كبادرة حسن نية لتعزيز الثقة والمضيّ قدماً باتجاه حلحلة الإشكالات الأمنية كافة.

وبخصوص الجهود الأمريكية لدعم المفوضية العليا، قال السفير الأمريكي والمبعوث الخاص لواشنطن في ليبيت ريتشارد نورلاند، إنه التقى مدير المؤسسة الدولية للأنظمة الانتخابية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، دانيال روبنستين؛ «لمناقشة دعم الولايات المتحدة لجهود المفوضية الوطنية العليا للانتخابات لضمان أن تكون ليبيا مستعدة تماماً لإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل».

Email