السودان.. كيف يتحقق تحصين الفترة الانتقالية؟

عناصر أمن على متن آلية في الخرطوم | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحديات كثيرة تواجه عملية الانتقال في السودان، وتقف في وجه عملية التحول التي ينشدها السودانيون الذين أطاحوا بأعتى الديكتاتوريات المعاصرة، وما محاولات الانقلاب المتكررة على الحكم الانتقالي إلا واحدة من تلك التحديات التي تحيط بالعملية.

فمنذ التغيير التاريخي الذي شهده السودان في أبريل من العام 2019، تكرّرت المحاولات الفاشلة للاستيلاء على السلطة من ضباط داخل المؤسسة العسكرية منتمين لنظام الإخوان المخلوع، وحتماً لن تتوقف تلك المحاولات الانقلابية على ما حدث الثلاثاء الماضي ما يتطلب إيجاد آليات لتحصين المرحلة الانتقالية من التقويض والعودة بعقارب الساعة إلى الوراء.

ثمة عوامل كثيرة تغري المغامرين على الانقلاب بحسب المراقبين، إذ تمثل السيولة الأمنية والسياسية بجانب الوضع الاقتصادي المتردي، عوامل تهيئ البيئة. لكن يبقى نجاح الانقلابات العسكرية بعد ثورة ديسمبر ضرباً من المستحيل وفق مراقبين، لعدم تقبل الشارع السوداني لأي محاولة للوصول للسلطة من على ظهر الدبابة، كما أن تعدّد مراكز القوى يجعل من الصعوبة بمكان نجاح أي محاولة لإجهاض الفترة الانتقالية بعكس التجارب التاريخية السابقة.

وعي المرحلة

يقول رئيس حزب التحالف السوداني اللواء متقاعد كمال إسماعيل لـ «البيان»: «إن الانقلاب المعلن عنه بالأمس ناتج عن السيولة الأمنية والسياسية التي تشهدها البلاد، ورأى ضرورة إزالة مسببات الانقلابات من خلال خلق استقرار سياسي». وأضاف: «ذلك يتطلب من القوى السياسية الوعي بدورها في هذه المرحلة».

وكخطوة لقطع الطريق أمام إجهاض عملية الانتقال، يرى القيادي بتحالف قوى الحرية والتغيير ساطع الحاج في حديث لـ «البيان» ضرورة اتباع إجراءات قوية تجاه فلول نظام «الإخوان» المخلوع، ألد أعداء التغيير بالبلاد، وشدد على أنهم سيواصلون عرقلة استكمال الحكومة الانتقالية لمهام ثورة ديسمبر.

ولتحصين الفترة الانتقالية من عمليات التقويض يؤكد المحلل السياسي أحمد عبد الغني لـ «البيان» على ضرورة أن يعمل مكونا الحكم (عسكريين ومدنيين) على ردم هوة الثقة وسد الفجوات أولاً، ومن ثم العمل المشترك لإنجاز متطلبات الفترة الانتقالية.

Email