محمد حسين طنطاوي | أرشيفية

المشير طنطاوي.. رحيل «الربان الأمين»

في حياة الشعوب ثمّة أصحاب بصمات مؤثرة. المشير محمد حسين طنطاوي، أحد رجال المهام الصعبة في مصر.. ذلك «الربان» الذي قاد سفينة مصر إلى بر الأمان في فترة شديدة الصعوبة بعد ثورة 25 يناير 2011 وتنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك.

وصفه الرئيس عبد الفتاح السيسي من قبل بأنه «تحمّل مسؤولية تنوء الجبال بحملها»، وبأنه «رجل عظيم قاد البلد في أصعب الفترات»، وقال أمس - بعد رحيل طنطاوي - إنه فقد أباً ومعلّماً، معلناً الحداد الوطني.

المولد

ولد طنطاوي عام 1935 في القاهرة، في أسرة نوبية من جنوب مصر، والتحق بالكلية الحربية التي تخرج فيها عام 1956، لتبدأ بعدها رحلته الممتدة على مدار نحو ستة عقود، متدرجاً في مناصبه وصولاً لقيادة القوات المسلّحة لأكثر من 20 عاماً.

شارك في حرب أكتوبر قائداً للكتيبة 16، وهي أول الكتائب التي عبرت القناة. وعمل ملحقاً عسكرياً في باكستان، وقائداً للواء 136 مشاة ميكانيكا، كما قاد الفرقة 18 مشاة ميكانيكا، وكذلك قاد فرع التخطيط، قسم العمليات الميدانية. وشغل منصب رئيس فرع العمليات، قسم العمليات الميدانية، كما قاد لواء المشاة، وترأس فرع العمليات، بهيئة عمليات القوات المسلّحة. وقاد في وقت سابق فرقة المشاة الآلية، وفرع التخطيط بالقوات المسلّحة.

المشير

وقبل توليه منصبه كوزير للدفاع في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، شغل مناصب رئيس أركان الجيش الثاني الميداني، ثم قائد الجيش الثاني الميداني، وقائد الحرس الجمهوري، ثم رئيس هيئة عمليات القوات المسلّحة، حتى تم اختياره وزيراً للدفاع في مايو 1991 وقائداً عاماً للقوات المسلحة وزيراً للدفاع والإنتاج الحربي في أكتوبر 1993، وفي العام ذاته تمت ترقيته إلى رتبة «مشير».

لعب دوراً بارزاً إبان الأحداث التي شهدتها مصر عام 2011، وقاد البلاد على رأس المجلس العسكري في مرحلة انتقالية بعد تنحي مبارك، من 11 فبراير 2011 حتى 30 يونيو 2012، حيث تم في عهد «الإخوان» إعفاؤه من منصبه، وتعيينه مستشاراً لرئيس الجمهورية.

تكريم خاص

طنطاوي حظي بتكريم خاص من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قال فيه إن «التاريخ سوف يتوقف أمام دوره الجليل في حماية الوطن». وأطلقت مصر اسمه على منشآت عديدة، منها أحد المحاور الشهيرة، ومسجد حديث بالقاهرة، فضلاً عن إعلان السيسي، أمس، عن إطلاق اسمه على قاعدة الهايكستب العسكرية. وسبق وأن أطلق اسمه على أكبر كراكات قناة السويس.

ونعت المؤسسات المصرية الرسمية وشخصيات عامة وفاة طنطاوي بكلمات مؤثرة، مؤكدين على الدور التاريخي الذي قام به في قيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان، فيما نعاه المصريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستذكرين بصماته التاريخية.

حروب

المشير محمد حسين طنطاوي، الذي تسلم مسؤولية المؤسسة العسكرية من العام 1991 حتى العام 2012 كوزير للدفاع، صاحب مسيرة طويلة بالعمل العسكري والسياسي، إذ شارك في الحروب «العسكرية» التي خاضتها مصر منذ 1956 (ومنها حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر)، كما قاوم بحنكته الحروب «السياسية» وقت توليه قيادة البلاد على رأس المجلس العسكري الذي تسلم السلطة في مرحلة انتقالية بعد تنحي الرئيس مبارك، بما شهدته تلك الفترة من اضطرابات.

الأكثر مشاركة