قصة خبرية

أحمد.. طفل سوري يتعلم بلا مدرسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حتى وإن غابت كل مقومات الحياة الطبيعية فلن يتخلى الطفل أحمد عن تعليمه، وإن كانت المدرسة في خيمة تخلو من مقعد للدراسة أو طاولة للكتابة، فالهدف بالنسبة له هو إكمال الدراسة، ولن يتغيّر رغم المصاعب اليومية والحياتية.

يعيش أحمد في أحد المخيمات بريف إدلب الجنوبي، في هذا المخيم وحوله لا توجد أية مدارس يذهب إليها أحمد، إذ إن أقرب مدرسة ابتدائية تبعد ما يقارب 10 كيلو مترات عن المخيم، الذي يسكن فيه وعائلته، ولا وسيلة نقل تنقله إلى المدرسة ومنها، ولا إمكانية لمغادرة المخيم كل يوم لمشي ما يقارب 20 كيلو متراً إلى المدرسة ومنها.

كانت فكرة والد أحمد في المخيم هي التعليم الذاتي، الذي بدا أحمد أكثر تجاوباً معه، وهو يدرس كما لو أنه في المدرسة، من الصباح إلى الساعة الثانية عشرة والنصف، حتى إن والده قام بتقسيم اليوم على غرار المدرسة، من أجل أن يشعره بأهمية وجدية الدراسة في المخيم.

أكثر حماسة

أحمد الذي يبلغ الثانية عشرة، ويدرس في آخر المرحلة الابتدائية في الصف السادس يشعر بأنه قادر على إكمال الدراسة في هذه الظروف، وهو أكثر حماسة من والده بإكمال مسيرة التعليم، فأحلامه لا تتحقق إلا بالدراسة، وهي أن يكون مهندساً قادراً على بناء مدينة من المخيمات الصناعية في ظروف مختلفة عن التي يعيشها.

يقول والد أحمد، الذي يتولى تعليمه من الصباح حتى المساء، إن إصرار ابنه أمام بقية الأولاد جعله أكثر مسؤولية إزاء متابعة تعليمه، مؤكداً أنه لذلك توجه إلى أقرب مدرسة، من أجل الحصول على الكتب الدراسية.

يضيف الأب: «لكني لا أستطيع إرساله في الشتاء إلى مثل هذه المدارس، لذا أقوم بتدريسه في البيت، وهو يتجاوب مع التعليم في كل المواد الدراسية». ويختتم الأب بالقول: «سأتابع تعليم ولدي في البيت إلى أن تتحسن الظروف»، متمنياً أن يوفر التعليم البسيط لعائلته، التي تتكون من خمسة أفراد أصغرهم أحمد.

Email