تقارير « البيان»

الأسد في موسكو.. نهاية أزمة وثمار تسويات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأتي زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو في توقيت سياسي مهم إقليمياً ودولياً، بل حتى على المستوى الداخلي الذي سمحت فيه دمشق بانعقاد مؤتمرين للمعارضة دون مضايقات، ما يعكس مدى تجاوب الحكومة السورية مع المطالب الروسية حول وجود معارضة داخلية. كما تتزامن الزيارة مع طي الحكومة السورية ملف درعا، لتصبح من المناطق الآمنة لعودة السكان، فيما تستعد دمشق مع كل من مصر والأردن ولبنان لمرور خط الغاز العربي ضمن الأراضي السورية باتجاه لبنان، فضلاً عن تزامن الزيارة مع لقاء حيوي بين مسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي، بيرت ماكغورك، مع نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي فريشنين، ومسؤول الملف السوري في روسيا، ألكسندر لافرنتيف، في جنيف في إطار وضع تفاهمات جديدة حول التعامل مع الأزمة السورية.

حسم خلافات

ومن المنتظر أن يحسم اللقاء الذي سيعقد خلال اليومين المقبلين في جنيف، الكثير من الخلافات الروسية الأمريكية حول كيفية التعامل مع الأزمة السورية، لا سيّما وأنّ المبعوث الأممي للأزمة السورية، غير بيدرسون، وصف محادثاته الأخيرة في دمشق بأنها جيدة، وأنّه بصدد التوجه لعقد جولة دستورية أخرى بين المعارضة ووفد الحكومة السورية. ووفق مراقبين، فإنّ ثمة إشارات على كل المستويات باقتراب التوصل إلى حل للأزمة السورية، على أن تكون المسارات الداخلية والإقليمية والدولية في سياق واحد، فيما يقع على عاتق المعارضة السورية القيام بأدوار سياسية.

معطيات ومؤشرات

وتفرض معطيات تأزم الاقتصاد وشكوى الأوروبيين من هموم اللاجئين، وتعب معظم الدول من تداعيات الأزمة، على المجتمع الدولي إيجاد حل من الخارج، بينما تبقى ملفات الداخل في إدلب وشمال شرق سوريا للمعطيات الداخلية التي ستكون دمشق جزءاً كبيراً منها، فيما تبقى مواقف الأسد بإعادة النظر في قانون الإدارة اللامركزية جزءاً من مؤشرات التعامل مع الوضع الداخلي، سواء الوضع في شمال شرق سوريا أو في إدلب.

يذهب الأسد إلى موسكو بعد معطيات عسكرية مهمة على الأرض، لا سيّما ما حدث في درعا وحسم الملف وعودة النازحين إلى مناطقهم، ما يعني أن سيطرة الدولة على الأراضي تتسع يوماً بعد آخر، وسط مؤشّرات على ضرورة عودة دمشق إلى الجامعة العربية. يذهب مراقبون إلى أنّ الأزمة السورية أقرب للحل أكثر من أي وقت مضى، بعد أن أصبحت كل الدول تنادي باستقرار البلاد كي لا تكون ممراً للإرهاب.

Email