لقاء عون وميقاتي الـ 14 .. هل يكون الأخير؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

عشيّة مرور 13 شهراً على استقالة حكومة الرئيس حسّان دياب (10 أغسطس 2020) في لبنان، وهي حكومة تصريف الأعمال حالياً، لا يزال ميزان تأليف الحكومة «يتخبّط» في حالة هبوط وصعود، ولم يرسُ بعد على حدّ معيّن، يتوقف معه التأرجُح المتواصل والمحيِّر، بين «هبّة» إيجابيّة باردة، تؤشّر إلى نهاية مرحلة التعطيل.

وتوليد حكومة طال انتظارها لأكثر من عام، وبين «هبّة» سلبيّة ساخنة، ترفع من حرارة هذا الملفّ المستعصي على الحلّ حتى تاريخه. أمّا منظومة الحكم، فلا تزال تواصل التخبّط في مستنقع التأليف، والغرق أكثر فأكثر في رمال ‏الحصص والتركيبات الوزاريّة المتحرّكة، وآخرها تركيبة الـ 14، التي أشيع أنّ رئيس الحكومة ‏المكلّف نجيب ميقاتي سيحملها إلى قصر بعبدا، ووضعتها أوساط العهد في خانة «كلام الصحف»، ولم ‏تستبعد مصادر تيّاره أن تكون بمثابة خطوة تمهيديّة للاعتذار.

لا جديد

وفيما لا جديد ‏بعد على هذا المستوى، باستثناء الكلام الإيجابي غير القابل للصرف ‏على أرض الواقع، والوعود بتأليف حكومة لا تتألّف، يبدو أنّ الأسبوع الجاري، سيكون على لائحة الأسابيع التي تُهدر، الواحد تلو الآخر، من دون أن تلوح بعد أيّ نهاية لنفق الانتظار الثقيل. ومن هنا، ارتفع منسوب التساؤل، لبنان.. أسبوع إضافي من الوعود الفارغة حكوميّاً، على قاعدة: إمّا إعلان تشكيل الحكومة، وإمّا نعيها .

معالم التأزّم

إلى ذلك، أشارت المعطيات التي تجمّعت، في الساعات الأخيرة، إلى عدم تجاوز العقبات المستعصية، التي حالت دون استيلاد تركيبة الـ 24 وزيراً، التي تدور حولها المفاوضات والوساطات والمماحكات، والتي بلغت حدود الاختناق عند وزارتين فقط، كانتا عنوان السعي ‏المكشوف لحصول العهد على «الثلث المعطّل». وبمعنى أدقّ، اتخذت أزمة تأليف الحكومة، مجدّداً، طابعاً شديد ‏الالتباس، ينذر بانزلاقها إلى ذروة التأزّم، بما يصعب معه التكهّن سلفاً ومسبقاً، ووسط هذه الأجواء، لم يعد وضع حدود زمنيّة للتأليف واقعاً، فيما يبدو الرئيس المكلّف، كأنّه باقٍ على معادلة «لا تأليف، ولا اعتذار»، ويقاتل على جبهتيْن: جبهة الضغط في سبيل حكومة من 24 وزيراً، وفق آخر الصيغ التي طُرحت، تضمن له الحصول على وزارة الاقتصاد، وجبهة التلويح بحكومة الأقطاب، المؤلّفة من 14 وزيراً، وهي لن تمرّ، ولكنّها تؤمّن مناورة تسمح للرئيس المكلّف، القول: قدّمت ما عندي وأنتظر الجواب.

Email