فلسطين تنعم بخيرات الصيف «البلدي»

لم يعتد الناس قديماً، وربما لم يخطر ببالهم توفر ما يريدون من الثمار على مدار السنة، لكن لهذه الوفرة كما هو معروف ضريبتها العالية، فهي على حساب النهكة دائماً، وعلى حساب الصحة غالباً.

في فلسطين، ما زالت هناك بقايا للثمار البلدي، نبت الأرض الحلال «تُبسّط» بها العجائز غالباً في الأسواق العامة، ما يتيح للمتسوقين أن يسترجعوا شيئاً من ذكريات النكهة!

«يا صبّاح يا فتّاح.. يا رزقة العيال، خليلي يا عنب، من تين بلادي والنوع حماضي»، هذه العبارات تسمعها مع إشراقة كل صباح، وعلى وقعها ترى البرقوق البلدي بنكهته الخاصة، وترى ثمار الصبر، شعار «الصبر» والوفاء للمكان. الأخضر على المائدة دائماً، وتشكيلة واسعة جداً، من الفقوس إلى الصبر.

وعلى الرغم من انشغال الكثير من الفلسطينيين بقضاياهم السياسية وهمومهم اليومية، إلا أنهم يجدون في سوق الفلاحين متنفساً لهم، فينطلقون إليه كل صباح، عندما تكون الخضار والفواكه حاضرة للتو من الحقول، فتأتيهم طائعة مختارة، وهم الذين اعتادوا عليها طازجة.

ويوفر سوق الفلاحين، المقام في ساحة مركز بلدنا الثقافي بمدينة رام الله، فرصة مثالية للمزارعين وربّات البيوت، لإعلان منتوجاتهم الزراعية، وكل ما يتفرّع عنها كالمخللات بأنواعها، والبذور والأشتال، علاوة على ما يحمله من رسائل سامية، في تشجيع الزراعة والاعتناء بالأرض كونها مصدر للرزق.

يقول المزارع جمال النجوم من قرية العوجا بمحافظة أريحا والأغوار: «لهذا السوق دور مهم وفعّال في دعم المزارع وتسويق المنتجات الزراعية، لافتاً إلى أن غالبية المشترين يفضّلون المنتج البلدي، ومذاقه الشهي، ولذا فإن غالبية المزارعين تنفد بضاعتهم على عجل».

ويضيف النجوم لـ«البيان»: «نحرص على توفير منتجات زراعية عالية الجودة، وجميعها تأتي من الأرض، ومن يد الفلاح إلى المستهلك مباشرة، ونوفر على الفلسطينيين عناء التوجه إلى المزارع.. نقلنا لهم المزرعة إلى جانبهم، وما عليهم إلا الشراء».

ويمكن لمرتادي سوق الفلاحين أن يروا بعض «الفلاحات» اللواتي يحرصن على ارتداء الأثواب الفلسطينية المطرزة، خلال عرض الفواكه الموسمية والخضراوات الطازجة، ومزارعين يعتمرون الكوفية، وفي أحيان كثيرة يوجد معهم بعض الأبناء للمساعدة، أو لتسجيل بعض «الطلبيات»، ليتم إحضارها في اليوم التالي.

وتحرص منال علي (متسوقة) على زيارة السوق بشكل شبه يومي، لشراء ما يلزم، ومن وجهة نظرها فإن من المواجب دعم الفلاحين للبقاء في أراضيهم، بما يحفظ جهدهم وتعبهم، وتقول: المنتجات «نظيفة» والأسعار مناسبة، وأصبح «كل أكلي بلدي».

الأكثر مشاركة