تقارب أمريكي - روسي في الملف السوري

ت + ت - الحجم الطبيعي

في حديث لوسائل الإعلام الأمريكية قبيل القمة الروسية الأمريكية التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن، قال الأخير إنه سيتحدث بشكل شخصي ويضغط باتجاه قبول روسيا السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى مناطق اللاجئين السوريين.

وبالفعل كانت النتيجة واضحة بالضغط الأمريكي على روسيا، إذ امتنعت روسيا وكذلك الصين عن استخدام حق النقض بتمديد فترة دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في الشمال السوري.

في موازاة ذلك، لم يتم السماح بدخول المساعدات الإنسانية عبر معبر اليعربية على الحدود العراقية السورية، على الرغم من أن هذه المناطق تحت سيطرة التحالف الدولي ، إلا أن هذا يحمل دلالات أخرى في الأزمة السورية على المستوى الروسي الأمريكي.

إعادة السماح بدخول المساعدات الأممية عبر معبر باب الهوى الذي يعني ما يقارب 3.5 ملايين ونصف مليون لاجئ في الشمال تشير إلى إمكان توسع التقارب الروسي الأمريكي في قضايا سورية، وخصوصاً أن النقاش على معبر اليعربية لم يأخذ حيزاً كبيراً من النقاش الروسي الأمريكي.

في موازاة ذلك، تشير المعطيات إلى أن التساهل الروسي بالسماح بدخول المساعدات عبر باب الهوى، يفيد موسكو على المدى القريب في دعم الحليف في العاصمة دمشق، إذ يرجح مراقبون فتح بعض المعابر الداخلية في سوريا بين فصائل المعارضة والحكومة السورية ما يمنح مناطق سيطرة الحكومة السورية متنفساً اقتصادياً والتي تعيش حالة حصار في الشمال أيضاً.

السفير الروسي في مجلس الأمن المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا، كان واضحاً في مسألة الموافقة بحيث تكون الدولة السورية جزءاً من هذه العملية بفتح معبر داخلي، ما يعني أن روسيا ضربت عصفورين بحجر واحد، الأول انسجمت مع التوجهات الدولية وابتعدت عن الإحراج في مسألة إنسانية، والأمر الثاني حققت متنفساً اقتصادياً لمناطق سيطرة الحكومة.

Email