الأردن.. البطالة تتفاقم بين أصحاب الشهادات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبح لدى الشباب الأردنيين المتوجهين إلى الجامعات الأردنية لدراسة تخصصات معينة قناعة مفادها أن الدراسة مرحلة سهلة مقارنة بمرحلة ما بعد التخرج والبدء بالبحث عن وظيفة للاستفادة من العلوم التي اكتسبوها والرغبة في تطوير ذواتهم ومتابعة حياتهم. ومن هنا يلاحظ أن عدداً من الشباب يعملون في مهن ليس لها علاقة بالتخصص الذي أمضوا فيه سنوات طويلة من عمرهم، أما القسم الآخر منهم فهم لا يجدون الوظائف ويرابطون في المنازل بانتظار وظيفة تتناسب مع تخصصهم الجامعي وطموحهم.

ابتكار طرائق
الشاب العشريني حمزة الذي درس هندسة الشبكات الحاسوبية، قرر بناء على تجارب إخوته وأبناء عمومته، أن ينضم إلى فريق عملهم، رغم أن هذا العمل لا يتناسب مع خبرته العلمية، وبدأ بشراء الموز وبيعه بشكل عشوائي عبر عرضه على سيارته، وبالفعل مع الأيام تحسن دخله وأصبح يتطلع إلى شراء كميات أكبر وتوزيعها على مناطق مختلفة. حمزة الذي رفض التصريح باسم عائلته، يدرك أن هذا البيع العشوائي مخالف ولكنه المتاح له، وليس بإمكانه أن يستأجر محلاً تجارياً لبيعه للزبائن، وأن الشاب يجب أن يبتكر أي طريقة للعمل، حتى يسير في حياته بشكل طبيعي، وأن أصدقاءه الذين تخرجوا معه ما زال أغلبهم ينتظرون فرصة العمل، بعد تخرجهم بسنوات في تخصص الهندسة وغيره.

أما الشابة الثلاثينية رانية الحاج التي انضمت إلى صفوف العاملين، ولكن بسبب الجائحة توقف عملها، فتقول: للأسف بعد سنوات تركت عملي الذي أحبه، فكنت أعمل في جمعية خيرية قائمة على جمع التبرعات من الناس، لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، ومع تعسر جمع التبرعات بات استمرار العمل أمراً مستحيلاً.

مئات الطلبات
تبين الحاج أنها قدمت مئات الطلبات لإيجاد فرص عمل مختلفة، ومنها ما هو متناسب مع تخصصها في علم الاجتماع، ومنها ما هو مختلف تماماً، والنتيجة كانت واحدة أن الهاتف لم يرن حتى غاية هذه اللحظة!

وقال الناطق الإعلامي باسم وزارة العمل الأردنية محمد الزيود لـ«البيان»: «في الحقيقة نحتاج إلى جهد مشترك لتقليل هذه النسب، وهذا الارتفاع ناتج عن عدة عوامل ومنها تراجع النمو الاقتصادي وتداعيات جائحة كورونا التي أثرت سلباً في كل اقتصادات دول العالم». وأضاف: «نحتاج إلى تحفيز البيئة الاستثمارية لجذب مزيد من الاستثمارات التي تولد فرص عمل، ووزارة العمل تقوم من خلال دورها في تنظيم السوق من خلال توقيع اتفاقات تشغيل مع شركاء الوزارة في القطاع الخاص وزيادة جاذبية بعض المهن التي يعزف عنها الشباب في قطاعي الإنشاءات والزراعة من خلال إدخال المكننة أي دخول الآلات الحديثة في هذه المهن لتصبح جاذبة للشباب الأردنيين». وأشار الزيود إلى هيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية وهي إحدى أذرع وزارة العمل والتي توجد فيها مجالس مهارات قطاعية يشكل أغلب أعضائها من القطاع الخاص والتي دورها تحديد احتياجات سوق العمل وتحديد متطلباته من المهن وتحديد لاحقاً متطلبات كل مهنة من التدريب، إضافة إلى جهود مؤسسة التدريب المهني التي تعمل بكل طاقتها لتدريب وتأهيل الشباب لسوق العمل.

Email