تقارير البيان

انتخابات الجزائر.. هل سيتحقق فجر التغيير؟

ت + ت - الحجم الطبيعي
يدلي أكثر من 24 مليون ناخب جزائري بأصواتهم، اليوم السبت، في أول انتخابات برلمانية تشهدها الجزائر منذ اندلاع الحراك الشعبي الذي أنهى الولاية الرئاسية الخامسة للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
 
وقد تبنت السلطة شعار «فجر التغيير»، وهو الشعار الذي يُنبئ بمسعى التغييرات الشاملة التي ستفرز برلماناً جديداً بوجوه جديدة وتشكيلات سياسية جديدة، ينهي عهد نظام الأغلبية الذي وصفه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بنظام الجاهلية.
 
ويتنافس في الانتخابات، التي انطلقت حملتها في 20 مايو الماضي، 22 ألفاً و554 مرشحاً، على 407 مقاعد للمجلس الشعبي الوطني، الغرفة الأولى للبرلمان، وينتمى المتنافسون إلى 2288 قائمة، منها 1080 قائمة حزبية، و1208 قوائم مستقلة، في حين بلغ عدد النساء المرشحات 5 آلاف و744 امرأة.
 
كفاءات
 
استعادة الثقة في المؤسسات وفي النخب المختلفة، في السلطة وخارجها، غاية من الغايات المتوخّاة، من الانتخابات، انتقاء الكفاءات من بين المترشحين لهذا الموعد الانتخابي يعد العامل الأهم للوصول إلى برلمان يحظى بثقة الناخبين، قادر على تحقيق التمثيل الشعبي الفعلي وإحداث التغيير.
 
وتشكل نسبة المشاركة الرهان الرئيسي للسلطة بعدما شهد الاستحقاقان الانتخابيان السابقان (الاقتراع الرئاسي العام 2019 والاستفتاء الدستوري العام 2020)، نسبة امتناع غير مسبوقة عن التصويت بلغت 60% و76% على التوالي.
 
حيث توجد فجوة بين الشعب والسلطة، وهي موروثة عن مرحلة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، نتيجة غياب النزاهة والشفافية في الاقتراعات السابقة وتصدر المال الفاسد قائمة المنتخبين، لذلك فإن الوضع يحتاج إلى تمهيد، وإلى بيئة حسنة، حاضنة للثقة ومولدة ومنمية لها، ويحتاج إلى فعل إيجابي على أرض الواقع يغير الذهنيات ويعطي أملاً في التغيير المنشود من خلال إضفاء الشفافية على المشهد وإنهاء كل وصاية وهمية على إرادة الشعب.
 
علماً أن الحياة السياسية شكلت حافزاً للإطارات الشابة التي كانت مهمشة للترشح وخوض غمار هذه الانتخابات عكس الاستحقاقات الماضية.
 
عهد الأغلبية
 
وحاول تبون طمأنة الجزائريين بأن «عهد الجاهلية ولى»، في إشارة إلى عهد الكوتة الانتخابية، وهي الأغلبية البرلمانية في الغرفة النيابية السفلى، والتي ساهمت في تفشي الفساد والمحاصصة والمحسوبية.
لذلك فإن انتخاب مجلس شعبي وطني جديد، يكون نوابه من الكفاءات هو خطوة أساسية في مسار بناء الجزائر الجديدة لكونه سيضفي نجاعة أكبر على عمل الحكومة.
 
كما أن اختيار المرشحين الأكفاء الذين بإمكانهم المساهمة في إحداث التغيير وإيجاد حلول للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تعرفها البلاد، علماً أن الدولة الناجحة هي تلك التي تُتقن نخبها جعل المؤسسات قوية وفاعلة وفعّالة.
 
Email