مراكز الإيواء في تونس تضيق أمام المهاجرين الناجين

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال رئيس منظمة الهلال الأحمر للإغاثة بولاية مدنين المتاخمة للحدود الليبية جنوب تونس (اليوم الأربعاء): إن مراكز إيواء المهاجرين واللاجئين في الجهة فاقت طاقة استيعابها القصوى، في ظل تدفق مراكب الهجرة غير الشرعية، وتواتر حوادث الغرق في السواحل الجنوبية.

وقال رئيس فرع المنظمة في ولاية مدنين المنجي سليم لوكالة الأنباء الألمانية: إن مراكز الإيواء تشهد اكتظاظاً غير مسبوق، وإنها استقبلت نحوالي 500 مهاجر غير شرعي تم إنقاذهم في البحر خلال خمسة أيام فقط.

وتشهد السواحل الجنوبية لتونس والسواحل الليبية القريبة حوادث غرق متكررة لقوارب الهجرة في طريقها إلى السواحل الإيطالية تسببت في فقدان العشرات من المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء ودول آسيوية بالخصوص.

وفي مايو أدى غرق مركبين إلى وفاة قرابة 70 مهاجراً، وقبلها شهدت السواحل التونسية حادثتي غرق مأساويتين لمركبين خلال الربع الأول من العام الجاري أديا إلى غرق العشرات بينهم نساء وأطفال ينحدورن من دول أفريقيا جنوب الصحراء.

وأمس الثلاثاء أنقذ جيش البحر وعمال في منصة لإنتاج النفط قرب سواحل جرجيس التابعة لولاية مدنين 70 مهاجراً بعد غرق مركبهم الخشبي الذي انطلقوا على متنه من سواحل ليبيا منذ الأحد، فيما فقد 23 آخرين في البحر.

وقال المنجي سليم إن من بين الناجين 32 سودانياً و37 اريتريا ومصري، فيما انتشلت الوحدات البحرية جثتين، وقال الناجون إن عددهم كان في حدود 95 مهاجراً قبل انطلاق رحلتهم من السواحل الليبية. وأوضح سليم أن الناجين جرى نقلهم إلى جزيرة جربة التابعة للولاية لإخضاعهم إلى حجر صحي في نزل ولكن لا يعرف أين سيجري إيواؤهم فيما بعد في ظل حالة الاكتظاظ الشديدة التي تشهدها مراكز الإيواء في الجهة. وقال سليم إن«الوضع يفوق قدراتنا ويتعين على باقي الولايات أن تشارك في عمليات الإيواء». وأنقذت البحرية التونسية أيضاً 39 مهاجراً آخرين في غرق مركب ثان قبالة سواحل صفاقس.

وبحسب بيانات للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، بلغ عدد الوفيات في البحر المتوسط هذا العام أكثر من 770 حالة.

ولقي أكثر من 120 مهاجراً حتفهم في الأسابيع القليلة الماضية في حوادث مماثلة قبالة ساحل تونس، حيث ساعد تحسن الأحوال الجوية على زيادة عدد الرحلات من تونس وليبيا صوب إيطاليا بغية الوصول إلى أوروبا.

وتقول مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن نحو 23500 فرد عبروا البحر إلى أوروبا هذا العام، مع انطلاق معظم من وصلوا إلى إيطاليا وإسبانيا من تونس والجزائر.

 

Email