الدبلوماسية مستمرة.. ولا ثغرة في جدار «سد النهضة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يلوح في الأفق حل لأزمة سد النهضة بين كل من مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة ثانية، رغم كل المبادرات والمباحثات الثنائية والإقليمية.

رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، قال أمس، إن بلاده ستبني أكثر من 100 سد صغير ومتوسط في مناطق إقليمية مختلفة من البلاد في السنة المالية المقبلة، ما يعني إضافة مزيد من التعقيدات التي تضاف إلى اعتزام أديس أبابا بدء المرحلة الثانية من ملء سد الخزان بشكل أحادي.

وبعد أيام من زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى جيبوتي، وبالتزامن مع اختتام جولات التدريب العسكري المشترك بين مصر والسودان، انطلق رئيس أركان الجيش المصري، الفريق محمد فريد، في زيارة إفريقية سريعة إلى روندا وكينيا. ووفقاً لما ذكرت «سكاي نيوز عربية» نقلاً عن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة المصري.

فإن فريد عاد إلى القاهرة، الأحد، بعد أن ترأس مع الفريق روبرت كاربوكي كيبوتشي رئيس هيئة الأركان الكينية الجلسة الختامية للاجتماع الثالث للجنة العسكرية المصرية الكينية التي انعقدت بالعاصمة نيروبي لتطوير التعاون العسكري المصري الكيني في ضوء عمق الروابط التي تجمع البلدين.

جهود دبلوماسية

وتتزامن التحركات المصرية في إفريقيا مع جهود دبلوماسية وسياسية حثيثة، لحلحلة ملف سد النهضة، خاصة مع اقتراب موعد الملء الثاني للسد بما سيؤثر سلباً، على حصص مصر التاريخية في المياه.

ويرى أستاذ الموارد المائية بمعهد الدراسات الإفريقية عباس شراقي إن التحركات المصرية في إفريقيا تأتي في توقيت هام وتتوافق مع الجهود الدولية لإعادة المفاوضات بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، بشأن التوصل إلى اتفاق حول عملية الملء الثاني لسد النهضة، وفقاً لما نقلت «سكاي نيوز عربية» عنه.

ويوضح الخبير المصري أن التصريحات الإثيوبية لا تزال مستمرة بشأن البدء في عملية الملء الثاني. لكنه يشير إلى أن الإنجاز في وضع الخرسانة بطيء، وبالتالي التخزين الثاني مهدد بأن لا يتم، وإذا تم فمن المتوقع أن يكون أقل من 10 أمتار بدلاً من 30 متراً، وبالتالي تخزين أقل من 5 مليارات متر مكعبة بدلاً من 13.5 مليار متر مكعب كما كان مقرراً.

وأكد أنه بالنسبة لمصر والسودان الأهم من تخفيض التخزين الثاني أو إلغائه هو الوصول إلى اتفاق بقواعد الملء والتشغيل (ومنها خفض سعة الخزان القصوى) في يونيو المقبل.

مناورات عسكرية

في الأثناء، اختتم الجيشان المصري والسوداني، أمس، مناوراتهما العسكرية «حماة النيل» والتي استمرت لمدة ستة أيام ضمن سعي الجارتين لتوطيد تعاونهما العسكري في ظل استمرار نزاعهما القائم مع إثيوبيا حول حصص مياه نهر النيل، وفقاً لـ «يورونيوز».

واختُتمت المناورات في قاعدة عسكرية بالقرب من العاصمة السودانية الخرطوم بحضور رئيس الأركان السوداني محمد عثمان الحسين، ونظيره المصري محمد فريد. وقال بيان سوداني إن التدريبات العسكرية المشتركة تهدف إلى «تعزيز العلاقات الثنائية وتوحيد الأساليب في التعامل مع التهديدات التي يتوقع أن يواجهها البلدان».

Email