هل يُقرّب الحراك المصري في فلسطين وإسرائيل صفقة تبادل الأسرى؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنطوي زيارة رئيس المخابرات المصرية عباس كامل إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل على أهمية قصوى، باعتبارها تأتي للوقوف على تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أبرم أخيراً بين فصائل فلسطينية والقوات الإسرائيلية، خصوصاً أن ملفات عديدة من تلك التي كانت سائدة قبل التصعيد الأخير، بدأت تطفو على السطح، كمساحات الصيد البحري، ودخول الأموال إلى غزة وغيرهما، الأمر الذي يتطلب تدخلاً مصرياً.

ويبحث كامل مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقادة حركة حماس في غزة، ترتيبات ما بعد الحرب، بما في ذلك إمكانية إبرام صفقة جديدة لتبادل الأسرى.

وتبدو مصر مهتمة إلى حد كبير بوجود السلطة الفلسطينية في كافة التفاصيل المتعلقة بترتيبات ما بعد الحرب في قطاع غزة، خشية الاصطدام بما قد يُفضي إلى انفصال القطاع عن الضفة الغربية، خصوصاً لجهة وقف إطلاق النار وإعادة إعمار القطاع، وإقامة ميناء وغيرها من القضايا المطروحة على بساط البحث، كما أن حركة حماس لا زالت ترفض التفاوض غير المباشر مع إسرائيل في القاهرة، ولذلك فهي وضعت ملفات ما بعد الحرب بيد الفريق المصري، وهو ما دفع كامل لهذه الزيارة.

وطبقاً لمراقبين، فإن رجل المخابرات المصرية يحمل معه مطلباً من السلطة الفلسطينية وحركة حماس على حد سواء، بضرورة الاتفاق على صيغة لاستعادة الوحدة الوطنية، كي تتفرغ كل الأطراف الفلسطينية لحماية النظام السياسي ووحدة الأراضي الفلسطينية.

وقال رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حسين الشيخ، الذي حضر لقاء عباس مع كامل، إن اللقاء هدف للتشاور مع القيادة الفلسطينية حول آخر المستجدات بعد الحرب على غزة وتداعياتها، علاوةً على ملف إعادة إعمار غزة، والحوار الوطني الفلسطيني، مؤكداً أن هناك حالة من الانسجام والاتفاق في الرؤى والأفكار بين الفلسطينيين والأشقاء في مصر، وأن لا سلام ولا استقرار بدون الأفق السياسي، وفق الشرعية الدولية.

ويرجّح الكاتب الصحفي إسلام البياري أن يتم على ضوء الحراك الجاري، تشكيل لجنة دولية، تضم مصر والسلطة الفلسطينية ودولاً أخرى، للإشراف على إعادة الإعمار، وإنجاز صفقة لتبادل الأسرى، وهذا سيكون له آثار كبيرة على المشهد الفلسطيني وفق قوله، مضيفاً: ربما تتشكل حكومة فصائلية بضغط مصري عربي، لإنجاز ملفات ما بعد الحرب.

أما في إسرائيل، فقد ظهرت بعض المواقف التي تطالب بإبقاء غزة على حافة الحياة، إلى جانب أصوات أخرى تنادي برفع الحصار والسماح بإقامة ميناء، ومؤسسات اقتصادية ومشاريع خدمية كبرى، لجعل حماس تخشى عليها من التدمير في أي حرب قادمة، ما يشكل ضغطاً عليها للقبول بهدنة طويلة الأمد، إن لم تكن دائمة.

وطبقاً لمواكبين لهذا الحراك، فإن إسرائيل تريد إدخال عنصر جديد إلى تفاهمات ما بعد الحرب، وهو تبادل الأسرى، خصوصاً أن أربعة من جنودها أسرى لدى حركة حماس، وبالتالي فهي تريد مقايضة التسهيلات مقابل إطلاق سراحهم، وهذا أيضاً يتطلب تدخلاً مصرياً لبحث إمكانية عقد صفقة لتبادل الأسرى.

Email