لبنان في دوامة التخبط بين نظام مأزوم ودبلوماسية «ملغومة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بينما لا يزال لبنان يتخبّط بقضيّة «الرمّان الملغوم»، جاءته قضيّة «الدبلوماسيّة الملغومة»، وفيما بطل «الرمّان الملغوم» ما زال مجهّلاً، فإنّ بطل «الدبلوماسيّة الملغومة» معروف، وهو وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، الذي أساء لدول الخليج، وتسبّب بأزمة دبلوماسيّة بين لبنان ودول الخليج عموماً، مع ما يعنيه الأمر من استكمال القطيعة مع المجتمع العربي، وبناء جدران الفصْل والعداوة مع المجتمع الدولي.

ومن غير المتوقع انتهاء الأزمة قريباً رغم المرسوم الذي وقعه الرئيس اللبناني العماد ميشال عون بتعيين نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر، وزيرة للخارجية والمغتربين بالوكالة، بعد طلب وهبه إعفاءه من مهامه.ويرى مراقبون أن ما ارتكبه وهبة، وفق قراءات متعدّدة، ليس قابلاً للتراجع عنه ببساطة، لأنّ في ذلك تعميقاً للإساءة، وخصوصاً أنّ المشكلة لا تدخل معالجتها في نطاق محاكمة الوزراء والرؤساء، ولا تسقط بالاستقالة.

وفي سياق المسعى لمحاصرة الخطأ الدبلوماسي ومفاعيله، نأى رئيس الجمهورية بنفسه عن وزير كان مستشاراً له، ويستمع يوميّاً إلى «تعاليم القصر»، وجاء النأي على مستوى سياسي ونيابي، لكن رؤساء الكتل التي دانت الوزير وجرّدته من دبلوماسيّته، لم تقدِم على طرح الثقة به في مجلس النوّاب لإنهاء الأزمة.

رسالة عون

إلى ذلك، لم تحجب الرسالة غير الدبلوماسيّة لرئيس الدبلوماسيّة اللبنانيّة الضوء عن الرسالة الشديدة اللهجة، التي وجّهها عون إلى مجلس النواب، والتي تضمّنت اتهامات مباشرة إلى رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، ويُرجّح أن تتسبّب في تعميق الهوّة بين الرئاستين الأولى والثالثة.

وفي أوّل ردّ له على هذه الرسالة الرئاسيّة، غرّد الحريري عبر «تويتر»، ‏واصفاً إياها بأنّها «إمعان في سياسة ‏قلْب الحقائق والهروب إلى الأمام، والتغطية على فضيحة وزير خارجيّة العهد تجاه الأشقاء في الخليج ‏العربي».

من جهتها، أشارت مصادر نيابيّة لـ«البيان» إلى أن عون أشعل من خلال رسالته «فتيل» أزمة نظام، قد تفجّر بشظاياها ‏حقل ألغام طائفيّ ومذهبيّ، وتجازف بقلْب الطاولة ‏على المناصفة، وتشريع الباب واسعاً أمام تحقيق ما تصبو إليه ميليشيات حزب الله من عقد مؤتمر ‏تأسيسي جديد، يفرض المثالثة في الحكم.

Email