«نسور النيل 2» رسائل وجاهزية لحماية مصالح القاهرة والخرطوم

قيادات عسكرية مصرية وسودانية في التمرين المشترك| من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعاون عسكري سوداني مصري كبير بدت مظاهره واضحة للعيان من خلال الزيارات العسكرية الرفيعة المتبادلة بين قادة جيشي البلدين، والتي أعقبتها تدريبات مشتركة متوالية، آخرها مناورات «نسور النيل 2» التي اختتمت فعالياتها أمس، بقاعدة الفريق عوض خلف الجوية بمدينة مروي شمالي السودان، بمشاركة عناصر من القوات الجوية المصرية والسودانية وعناصر من قوات الصاعقة لكلا البلدين.

وإن كان التعاون العسكري بين السودان ومصر طبيعياً في ظل العلاقات التاريخية والمشتركات الأمنية بين الجارين، ولا سيما في ظل التغيير الكبير الذي يشهده السودان وانفتاحه الإقليمي والدولي بعد ذهاب حكم الإخوان، إلا أن ثمة مؤشرات من جوانب أخرى يمكن قراءتها بشأن الارتباط العسكري الكبير بين البلدين، في ظل الظروف الراهنة، ولا سيما المهددات الأمنية المشتركة للأمن القومي للدولتين.

ويؤكد رئيس هيئة أركان الجيش السوداني الفريق محمد عثمان الحسين في مخاطبته ختام تمرين «نسور النيل 2» أن التدريبات المشتركة بين بلاده ومصر لا تستهدف بلداً معيناً، وإنما تأتي في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين وتكامل الأمن القوميّ للبلدين.

تنظيم التعاون

وشملت التدريبات إجراءات التلقين وأسلوب تنظيم التعاون لتوحيد المفاهيم وصقل المهارات لإدارة العمليات الجوية المشتركة بكفاءة عالية، بجانب تنفيذ العديد من الطلعات المشتركة لمهاجمة الأهداف المعادية وحماية الأهداف الحيوية، بمشاركة مجموعة من المقاتلات متعددة المهام بجانب تمارين الأبرار الجوي.

بدوره أكد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق محمد فريد حجازي وقوف القوات المسلحة المصرية إلى جانب الجيش السوداني مدافعة معه في خندق واحد تطلعاً لمستقبل آمن وواعد، لافتاً إلى أهمية العمل المشترك لمواجهة التحديات المشتركة لأمن وسلامة الحدود وحماية المقدرات.

وقال حجازي: إن مناورات نسور النيل تشهد تطوراً إيجابياً في مراحلها وعناصرها، ومن ناحية الإعداد والتخطيط والتنفيذ، مشيراً إلى أن التمرين يأتي في إطار التعاون بين القوات المصرية والسودانية إلا أنه استراتيجي للتعاون العسكري المشترك.

رسائل متعددة

ويرى الخبير العسكري والمتحدث السابق باسم الجيش السوداني العميد المتقاعد الصوارمي خالد سعد في حديث لـ«البيان» أن مناورات نسور النيل يمكن قراءتها من زوايا عدة، كما أنها تبعث برسائل متعددة في عدة اتجاهات، مؤكداً أن أبرز ما تحمله تلك المناورات هو الإشارة إلى المستوى المتقدم الذي وصلت إليه العلاقات لمواجهة أي مهدد أمني مشترك.

ويشير سعد إلى أن المناورات أيضاً تحمل تلويحاً تحذيرياً أمام أي محاولة لعمل عدائي يستهدف الأمن القومي للبلدين. وحول مشاركة قوات الصاعقة لدى البلدين في مناورات «نسور النيل 2» يؤكد سعد أن مشاركة قوات الصاعقة الخاصة في المناورات تهدف إلى لفت نظر العدو المحتمل بالجهوزية.

وساطة أفريقية

أعلن رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، فيليكس تشيسيكيدي، أنه جرى الاتفاق على استئناف المفاوضات حول سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، تحت رعايته.

وأكد الاتحاد، خلال مؤتمر صحافي، أمس، جاهزيته لقيادة الوساطة لمصلحة الدول الثلاث، مشيراً إلى أن مصر وإثيوبيا والسودان أظهرت ثقة كبيرة في قيادة الاتحاد للمفاوضات.

ولفت إلى أن مفاوضات السد مرحلة مهمة من أجل تجاوز العقبات، مؤكداً أن «كينشاسا تسعى لوضع خارطة طريق لحل الأزمة».

وعقد في كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية أمس، اجتماعا دعت إليه الرئاسة الكونغولية للاتحاد الأفريقي؛ لبحث الأزمة.

Email