تعدد القوائم الانتخابية يهدّد وحدة «فتح»

عباس هدد بـ «القوّة» ضد من يخرج عن القائمة الموحّدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حالة من الترقب والانتظار، يعيشها أنصار حركة فتح، بعد أن وجدوا أنفسهم في دوامة حقيقية، بسبب تسارع تشكيل القوائم، وتعقيد الأدوار السياسية لكل قائمة، ودخول مرحلة تقييم المواقف بوجه عام، والتي باتت ترجّح تكرار سيناريو 2006، بتشتيت أصوات أبناء الحركة من جهة، بينما وجد البعض فرصتهم لمحاسبة قيادات الحركة في صناديق الاقتراع آنذاك.

خطاب اللجنة المركزية لحركة فتح، خلال اجتماعها أخيراً، في دار الرئاسة الفلسطينية، وبرئاسة الرئيس محمود عباس، وما تضمنه من تأكيد على وجوب خوض الانتخابات بقائمة واحدة، دليل ملموس على وجود من يسعون للترشح بقوائم، يرون فيها ضرورة ملحة، لوضع الحركة في إطارها الصحيح.

تاريخياً، ارتبطت حركة فتح بالقضية الفلسطينية، وما كان لها أن تغيب عن المشهد، ولكن إذا كان التمزّق الفلسطيني قد أضعف القضية الفلسطينية بوجه عام، فإن الحركة تحاول تصفية خلافاتها الداخلية، كي تتجنب سيناريو 2006 المرعب، حين أدى تشتت أصوات مؤيديها لفوز «حماس».

المتتبّع للحراك الانتخابي الفلسطيني، يلمس توجه شخصيات عدّة للترشح، وبعضها بدأت دعايتها الانتخابية من خلال المنصات الرقمية، وهناك قوائم قيد التشكّل. من بين هؤلاء رئيس الوزراء الأسبق، سلام فياض، الذي أعلن عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، عزمه الترشح بكتلة مستقلة، وبحضور بارز لوجوه جديدة، لن تكون امتداداً لأي تنظيم أو فصيل، ولن تكون جزءاً من أي ائتلاف أغلبية بعد الانتخابات.

هنالك قوائم أخرى تعمد إلى استقطاب من ليس لديهم أي علاقة بأحزاب سياسية، أو أنهوا صلتهم بأحزابهم، وهم كُثر، وهؤلاء يتطلعون إلى تيار سياسي يملأ الفراغ، ومن بينهم حراك «وعد»، الذي أعلن عن نفسه أخيراً، وأحرفه تختصر كلمات (وطن، عدالة، ديمقراطية)، ويضم شخصيات مستقلة و«نظيفة»، وذات تجارب جيدة «حسب إعلانه».

 

حدث ضاغط

ولعل الحدث الضاغط هذه الأيام، هو ما يجري في البيت الفتحاوي، وخصوصاً إعلان ناصر القدوة، عضو لجنتها المركزية، وابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات، الترشح بقائمة منفصلة. ورشحت معلومات تفيد بأن عباس هدّد باستخدام «القوة» ضد كل فتحاوي يخرج عن قائمة «فتح»، وإيفاده كلاً من محمود العالول نائبه في رئاسة الحركة، واللواء جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية، لإقناع القدوة بالعدول عن ترشحه، الأمر الذي سبق فعله مع القيادي في الحركة الأسير مروان البرغوثي.

ويرى محللون ومراقبون، أن مسألة القائمة الموحدة لـ «فتح»، أصبحت في مهب الريح، إذ ستواجه صعوبات كبيرة، بالنظر لمعارضتها من قبل شخصيات قيادية في الحركة، وكذلك بعض التنظيمات الفلسطينية الأخرى، وحتى من الشارع الفلسطيني، الذي يرى فيها التفافاً وتحايلاً على إرادته الشعبية.

Email