«صيد الأفاعي» تفجّر صراعات «الوفاق»

ت + ت - الحجم الطبيعي

يستعد الغرب الليبي، لدخول مواجهة جديدة، بعد إعلان «داخلية الوفاق»، قرب إطلاق عملية «صيد الأفاعي»، والتي عرّت حجم خلافات بين الميليشيات التي تحاول السيطرة على طرابلس عسكرياً وأمنياً. وكشفت العملية الأمنية عن الشقاق بين «داخلية الوفاق» و«الدفاع»، التي تبرأت منها، وقالت إنّه لم يتم التنسيق معها في هذا الشأن، داعية للتنسيق المسبق معها، ومع مؤسساتها العسكرية والأمنية.

تدخل تركي

وأعرب مراقبون عن استغرابهم من نفي وزارة دفاع الوفاق، علمها بالعملية، التي قال وزير الداخلية إنها ستتم بدعم تركي، لا سيّما أنّ إعلان باشاغا عن «صيد الأفاعي»، تزامن مع وجود وزير دفاع الوفاق، صلاح الدين النمروش، في أنقرة، حيث اجتمع بوزير الدفاع في نظام أردوغان، خلوصي آكار، ومسؤولين في قيادة الأركان والمخابرات التركية.

بدورها، رجّحت مصادر مطلعة من طرابلس، في تصريحات لـ «البيان»، أن يكون انتماء النمروش لمدينة الزاوية، التي ستكون أكثر المدن استهدافاً لـ «صيد الأفاعي»، هو الذي يجعل وزارته تحاول النأي بنفسها عن العملية، لا سيّما أنّ هناك من يضع المواجهة مع المرتزقة.

ضمن دائرة صراع جهوي تتزعمه مصراتة، التي ينحدر منها وزير الداخلية، فتحي باشاغا، فضلاً عن وجود تداخل بين الميليشيات الخاضعة لوزارة الدفاع، والجماعات الإرهابية، وعصابات التهريب والاتجار بالبشر، التي يديرها أمراء حرب محسوبون على قوات الوفاق.

صراع جهوي

ولفتت المصادر إلى أنّ معظم أمراء الحرب المنضوين تحت لواء وزارة الدفاع، متورطون في تهريب البشر والوقود، واستقطاب المرتزقة، والتعاون مع الإرهابيين، مشيرة إلى أنّ كل التقارير الدولية، أكدت على هذه الحقيقة، وأنّ التنافس قائم في هذا الإطار بين ميليشيات الزاوية، التي ينحدر منها وزير الدفاع، ومدينة الزنتان، التي ينتمي لها آمر ما تسمى غرفة العمليات المشتركة، أسامة الجويلي.

وتوقّع محلّلون، أن تدفع عملية «صيد الأفاعي»، نحو صراع جهوي على مختلف الصعد، وذلك بسبب سيطرة الميليشيات على الاقتصادات المحلية، وتحوّل قادتها إلى أباطرة في مجالات التهريب والاتجار بالبشر.

وأكّد المحلّلون، أنّ تركيا تخشى من مصالحة ليبية - ليبية، تفضي لتشكيل حكومة وحدة وطنية، لن تكون خاضعة للنفوذ التركي، مشيرين إلى أنّ أنقرة لا تريد إنجاز أي مصالحة، قبل أن تحصل على ضمانات بعدم تعرّض نفوذها لأي انحسار.

Email