صيام ستة أيام من شوال بعد شهر رمضان له فضل كبير، وأجر عظيم عند الله تعالى.

 وصيام هذه الست بعد رمضان دليل على شكر الصائم لربه تعالى على توفيقه لصيام رمضان، وزيادة في الخير، كما أن صيامها دليل على حب الطاعات، ورغبة في المواصلة في طريق الصالحات.

فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» صحيح مسلم (2/ 822) .

حكم صيام ستة من شوال

صيام ستة من شوال بعد شهر رمضان سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، التي ينبغي على المسلم أن يواظب عليها.

وقد استحب صيامها كثير من الفقهاء كالإمام الشافعي وأحمد وغيرهما.

وقال الإمام النووي : ( قوله صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر) فيه دلالة صريحة لمذهب الشافعي، وأحمد ،وداود، وموافقيهم في استحباب صوم هذه الستة... ودليل الشافعي وموافقيه هذا الحديث الصحيح الصريح وإذا ثبتت السنة لا تترك لترك بعض الناس أو أكثرهم أو كلهم لها ) شرح النووي على مسلم (8/ 56) .

صيام الستة متتابعة أو متفرقة

وصيام هذه الأيام الستة يحصل ثوابها للشخص إذا صامها متفرقة أو متتالية والأفضل أن تكون متتالية .

وذهب الشافعية وبعض الحنابلة إلى أفضلية تتابع صيام هذه الأيام عقب العيد مبادرة إلى العبادة .

وذهب الحنفية إلى استحباب تفريق ستة من شوال، كل أسبوع يومان، ومن الممكن أن تصام مع الإثنين والخميس بنيتين مختلفتين .

والراجح : صوم ستة من شوال متتابعة . يقول الإمام النووي : ( والأفضل أن تصام الستة متوالية عقب يوم الفطر فإن فرقها أو أخرها عن أوائل شوال إلى أواخره حصلت فضيلة المتابعة، لأنه يصدق عليه أنه أتبع ستا من شوال، قال العلماء وإنما كان ذلك كصيام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها فرمضان بعشرة أشهر والستة بشهرين ).

وعليه : فإن صيام ستة من شوال سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفضلها كبير، وأجرها عظيم، ينبغي على المسلم ألا يفوت هذا.