لماذا يحتقل الروس بالعام الجديد مرتين؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفل روسيا بالعام الجديد مرتين، الأولى في ليلة 31 ديسمبر إلى 1 يناير، مثل بقية العالم، وتعيد الكرّة مرة أخرى، في ليلة 13- 14 يناير، المسماة بـ"رأس السنة القديمة الجديدة".

نزاع التقاويم

في 14 فبراير العام 1918، تم إدخال "التقويم الغريغوري" في روسيا (وهو الشائع عالميا)، كما هو الحال في دول أوروبا الغربية، بدلاً من "التقويم اليولياني"، وفق "سبوتنيك".

وكان الفرق بين التقويمين 13 يومًا، وأنتج هذا الفرق عطلة غير عادية، رأس السنة القديمة الجديدة، أي العام الجديد وفقًا للتقويم القديم.

في البداية، لم يتمكن الناس من التعود على تغيير التقويم، ثم ترسخت العطلة ببساطة، وهكذا على مدى أكثر من مئة عام استمرت عطلة رأس السنة الجديدة في روسيا لمدة أسبوعين، من 1 إلى 14 يناير.

كيف يتم الاحتفال برأس السنة القديمة الجديدة؟

رأس السنة القديمة الجديدة في روسيا هي عادة عطلة عائلية، بالنظر إلى أنها بعد عيد الميلاد، الذي يتم الاحتفال به في 7 يناير (على التقويم الغريغوري المعروف بالشرقي)، وتتقاطع عادة مع أيام العمل، فيتم الاحتفال بالعام الجديد القديم على نطاق ضيق.

وبالإضافة إلى الأطباق المفضلة لكل عائلة، يقوم الروس أيضًا بإعداد الأطباق التقليدية الخاصة بهذا العيد فقط، فعلى سبيل المثال، قطع السمبوسك المعروفة بـ"فارينيكي"، مع وضع المفاجآت داخلها، حيث يحظى هذا الطبق بشعبية كبيرة، وخصوصا في جنوب روسيا، ويعدون الطبق الشعبي الذي يتكون من قطع عجين مسلوقة بحشوات متنوعة، كالخضار أو اللحوم أو الفاكهة.

وفي واحد أو اثنين من كل مجموعة قطع يضعون  "مفاجأة"، كعملة معدنية صغيرة أو خاتم، يقولون إن من يحصل على مثل هذه المفاجأة سيحظى بسنة جيدة.

في بعض الأحيان تقام الاحتفالات الجماهيرية أيضًا بملابس تنكرية، والتي تبدو وكأنها كرنفال كامل، لكن هذا التقليد تم الحفاظ عليه، كقاعدة عامة، فقط في القرى، وبعد ذلك، بشكل رئيسي في أراضي أوكرانيا وبيلاروسيا.

شعبية الاحتفال

بشكل عام، انتشرت عطلة رأس السنة القديمة الجديدة، بسبب تغيير التقاويم في عدد من دول أوروبا الشرقية منذ العام 1918، كالأراضي التابعة للإمبراطورية الروسية السابقة، ودول البلقان، وفي رومانيا، ولكن العطلة لم تعد موجودة مع رحيل الأجيال التي عاصرت تغيير التقاويم، ومع ذلك، فإن الأمور مختلفة في روسيا.

فقد تم الاحتفال بالعام القديم الجديد قبل بضع سنوات فقط من قبل حوالي 43 % من الروس، أما الآن، وفقًا لاستطلاع على موقع وكالة "ريا نوفوستي"، يقترب هذا الرقم من 50 %.

وقد يكون هذا بسبب الرغبة في إطالة الشعور بالعطلة، خاصة في الأوقات الصعبة للوباء، ومن ناحية أخرى، يمكن تفسير ذلك من خلال الاهتمام المتزايد للروس بالعطلات التقليدية أو الفريدة للثقافة الروسية.

Email