أطلقت أوقاف أبوظبي «هيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر» ودائرة الصحة ـ أبوظبي وقف الرعاية الصحية بقيمة مليار درهم على مدى خمس سنوات، بهدف تعزيز العمل الخيري لتلبية حاجات الرعاية الصحية المتخصصة، وذلك ضمن فعاليات «أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية 2024» في أبوظبي.

وستكون أوقاف أبوظبي واحداً من المساهمين الأساسيين مع التزامها قيمة 50 مليون درهم في الوقف، وسوف تشجّع المؤسسات وقطاعات المجتمع على الانضمام إلى تعزيز إمكانات هذا السقف لضمان التمويل المستدام والمستمر انطلاقاً من أهمية التأثير الاجتماعي للرعاية الصحية.

وقال منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي: يقوم أحد أهداف أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية على جعل تمتع المجتمعات كافة بالرعاية الصحية عالية الجودة أولوية عالمية.

وواصل «أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية 2024» فعالياته بمناقشة استخدامات الذكاء الاصطناعي والميكروبيومات والطب التجديدي، وتوفير الرعاية للعمل على إطالة متوسط عُمر الإنسان، كما تطرق إلى علوم الجينوم والطب الوقائي والدقيق.

مستقبل الرعاية

وتحت شعار «تسريع مستقبل الرعاية الصحية العالمية» تضمنت الفعاليات العديد من الجلسات والمحاضرات الطبية، وتوقيع العديد الاتفاقات ومذكرات التعاون وبمشاركة عدد كبير من الباحثين، وصنّاع السياسات، والمختصّين والمستثمرين، ورواد الأعمال، إلى جانب 100 مؤسسة وشركة عارضة.

مناقشات حية
ويوفّر «أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية 2024» اليوم فرصة لمناقشات حيّة لإيجاد حلول للتحديات الملحّة في الرعاية الصحية، ووضع استراتيجيات قابلة للتنفيذ لمواجهة هذه التحديات، عبر التعاون بين شتى القطاعات إلى جانب عروض مباشرة لإجراء العمليات الروبوتية.

ويهدف أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية إلى استكشاف فرص التحول من الرعاية الصحية إلى العناية بالصحة، وإلى تزويد الخبراء منصة لتبادل المعرفة والخبرات في موضوعات مهمة، مثل الشيخوخة، والأمراض غير المعدية، والصحة النفسية وغيرها من التحديات الشائعة.

البنك الحيوي
وأعلنت دائرة الصحة ـ أبوظبي، بالتعاون مع M42، (الشركة الرائدة في مجال الصحة بأبوظبي) أمس إطلاق مبادرة طموح تجسد أولوية استراتيجية في الإمارة، وتتمثل في تأسيس البنك الحيوي في أبوظبي، والذي يستهلّ أعماله بإطلاق بنك دم الحبل السري الهجين الأكبر في المنطقة، وسيتم تقديم الخدمة عبر أربع مؤسسات صحية رائدة في مجال رعاية الأم والطفل في جميع أنحاء إمارة أبوظبي، وتتوافر الخدمة في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال، وهو جزء من مجموعة M42، ومستشفى الكورنيش، ومستشفى كند، والمستشفيات التابعة لمجموعة إن إم سي للرعاية الصحية.

وقالت الدكتورة نورة خميس الغيثي وكيلة دائرة الصحة – أبوظبي: يهدف إطلاق البنك الحيوي في أبوظبي لتحقيق التميز في مجال البنوك الحيوية على مستوى المنطقة، ويسهم في جمع ثروة من البيانات البيولوجية والطبية التي ستحفّز تحقيق المزيد من الإنجازات العلمية، وتسريع التوصل لاكتشافات دوائية.

مركز إقليمي لتوزيع اللقاحات
وقّعت دائرة الصحة ـ أبوظبي، مذكرة تفاهم مع شركة جلاكسو سميث كلاين الرائدة في مجال الأدوية الحيوية، بهدف إنشاء مركز إقليمي لتوزيع اللقاحات في أبوظبي والذي يستند إلى ركائز أساسية تهدف إلى تعزيز الابتكار والقدرات وخدمات الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض في الإمارة.

وقد أطلقت M42، (الشركة الرائدة في مجال الصحة بأبوظبي) الجيل القادم من نموذجها اللغوي التوليدي «ميد 42» الضخم والمتاح للجميع، والخاص بالحالات السريرية، وذلك في أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية.

وبعد نجاح إطلاقه الأولي، أضحى «ميد 42» نقلة نوعية في ابتكارات الصحة القائمة على الذكاء الاصطناعي، ويبشر بآفاق واسعة لتطوير الرعاية الصحية المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والارتقاء برعاية المرضى، فضلاً عن المساعدة على تقليص الأعباء الإدارية عن كوادر الرعاية السريرية.

الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة
وفي تصريحات لـ«البيان» قالت الدكتورة فريدة الحوسني، المديرة التنفيذية لقطاع الأمراض المعدية في مركز أبوظبي للصحة العامة إن هذا العدد الكبير من الشركات والمستثمرين في قطاع الرعاية الصحية يسهمون جميعاً في تشكيل مستقبل الرعاية الصحية في أنحاء العالم، وخاصة أن الأسبوع يركز بصورة أساسية على الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة والبيانات الصحية والعلاجات الحيوية، مشيرة إلى أن العالم يشهد ثورة كبيرة لم يسبق لها مثيل في التكنولوجيا وتقنيات الرعاية الصحية بجميع أشكالها وأنواعها.

وأضافت إن دول العالم بعد جائحة كوفيد ـ 19 بدأت تغيّر تعاطيها في مجالات التقصي الوبائي، فأمكن مراقبة مجموعة كبيرة من الأمراض المعدية والجائحات وأصبح في الإمكان توقع العديد من الاحتمالات المتعلقة بالتقصي الوبائي بصورة أشمل وأقوى، وهذا يتطلب الربط الإلكتروني ونظم التبليغ مع جميع المؤسسات المعنية، مشيرة إلى أن دولة الإمارات أثبتت قدرتها وإمكاناتها في مواجهة الجوائح وخاصة في مواجهة كوفيد ـ 19 فكانت من الأمثلة الحية في أنحاء العالم في التعامل مع الجائحة وحققنا أرقاماً قياسية سواء من ناحية التغطية بالتطعيمات أو العلاج ونظم الوقاية وحماية المجتمع مشيرة إلى أن العمل يجرى لتطوير النظم الرقابية ونظم التقصي ونظم التبليغ ليكون أكثر فعالية وشمولاً في مواجهة مختلف الأمراض والجائحات في المستقبل.