قد تفلح بقايا الحب وذكريات الحياة الزوجية الجميلة في إعادة الزوجين إلى بعضهما البعض مجدداً، حتى لو امتدت فترة الطلاق لمدة طويلة، فثمة أمور كثيرة تظل باقية لدى الزوجين بعد الطلاق، لعل أبرزها الذكريات الجميلة التي حدثت في أول لقاء، والعشرة الجميلة والود بينهما، وهذه كلها أمور قد تكون كفيلة بنسيان كل ما بعدها من انفعالات حادة ومتاعب، فالطلاق يحدث غالباً نتيجة انفعالات حادة، ولأسباب قد تكون واهية.

إلا أن الزوجين حين يتذكران أنهما عاشا مع بعضهما شيئاً من الوقت، ستولد بينهما أواصر الترابط، فتنقشع حينئذ الغمة الخاصة بهذه الانفعالات، ويعي الطرفان أنه ما كان ينبغي أن يسمحا للخلافات أن تتضخم بهذا الشكل، فيحاولان أن يعيدا هذا الارتباط لسابق عهده الجميل، وهذا ما حدث مع زوجين انفصلا لسنوات طويلة بسبب خلافاتهما ، ومع مرور الوقت، تفاقمت المشكلات بينهما وتجمدت العلاقة تماماً، بالرغم من وجود أبناء بينهما إلا أنهما لم يستطيعا تحمل بعضهما تحت سقف واحد.

فرغم الحب الذي جمعهما في البداية، لكنهما اكتشفا اختلافات كثيرة بينهما، لذلك قررا الطلاق، لمصلحتهما ولمصلحة الأبناء، وبعد مرور سنوات طويلة على الانفصال، أدرك الطرفان أنهما تسرعا.

وبعد محاولات جادة من الزوج ومطالبته زوجته بالرجوع إليه، عازفاً على وتر الأبناء وأنه من الأفضل لهم أن يعيشوا وسط أبويهما، وافقت الزوجة على الرجوع، إلا أن والدها رفض عودة ابنته إلى طليقها، بدعوى أنه لم يحافظ عليها عندما كانت عنده.

ورغم إلحاح الأبناء وإبداء الزوجة رغبتها للعودة إلى والد أبنائها إلا أن كل ذلك لم يشفع لهم عند الجد، الذي أصر على موقفه، فاضطر الطرفان لطرق باب جمعية النهضة النسائية بدبي متمثلة في إدارة التدريب والاستشارات الأسرية، علها تجد لهما منفذاً وحلاً لمشكلتهما ليتمكنا من إعادة المياه إلى مجاريها مرة أخرى.

وقالت عفراء الحاي مبارك مديرة إدارة التدريب والاستشارات الأسرية إن الإدارة حاولت التواصل مع أطراف القضية، ليتأكدوا لاحقاً من موقف الجد ورفضه عودة ابنته إلى طليقها، فاضطرت الجمعية إلى اعتبار الابن الأكبر للزوجين ولياً لأمه لتزويجها من والده مرة أخرى.