يباشر اليوم شريف الرميثي، عضو طاقم المحاكاة ضمن ثاني دراسة لبرنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء، مهمة العزل ومحاكاة الفضاء، وذلك ضمن أبحاث محاكاة مهمات الاستكشاف البشرية «هيرا»، حيث سيعمل برفقة الطاقم المكون من 4 أشخاص على إنجاز المرحلة الثانية داخل مجمع «هيرا» التابع لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» بمركز جونسون للفضاء في مدينة هيوستن التي تمتد على مدار 45 يوماً.
وسيقوم خلالها الطاقم بإجراء البحوث العلمية وتنفيذ مهام تشغيلية طوال محاكاة مهمتهم إلى الكوكب الأحمر، بما في ذلك «المشي» على سطح المريخ باستخدام الواقع الافتراضي، كما سيواجه أفراد الطاقم الذي يضم كلاً من جيسون لي، وستيفاني نافارو، وبايومي ويجيسيكارا، إلى جانب الرميثي، تأخيرات متزايدة في الاتصالات تصل إلى 5 دقائق مع مركز التحكم في المهمة أثناء اقترابهم من المريخ.
18 دراسة
وقال المهندس عدنان الريس، مساعد المدير العام للعمليات الفضائية والاستكشاف في مركز محمد بن راشد للفضاء، إنه سيتم إجراء 18 دراسة حول صحة الإنسان خلال المراحل الأربع للدراسة التي تمتد على مدار 180 يوماً، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى في شهر مارس الماضي، وتبدأ الجمعة المرحلة الثانية بمشاركة شريف الرميثي، الذي تم اختياره مؤخراً ليكون العضو الإماراتي المشارك في ثاني دراسة ضمن برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء. وأشار خلال مؤتمر صحافي عقد أمس عبر برنامج «تيمز» بمشاركة شريف الرميثي إلى أن ما يميز ثاني دراسة لمحاكاة الفضاء توزيعها على 4 مراحل تمتد كل مرحلة على مدار 45 يوماً، لافتاً إلى أن التجارب التي ستجرى خلال مهمة المحاكاة تتعلق بتقييم الاستجابات الفسيولوجية والسلوكية والنفسية لأفراد الطاقم في بيئة مشابهة لما سيواجهه رواد الفضاء في رحلة إلى المريخ.
مهمة تناظرية
من جانبه، أكد شريف الرميثي استعداده لخوض مهمة المحاكاة، لافتاً إلى أنه خضع خلال الفترة الماضية لتدريب بدني وبرامج مكثفة للتعامل مع التحديات في البيئة المعزولة، إضافة إلى التدريب العلمي والتقني على الأجهزة والأدوات التي سيتم استخدامها داخل المهمة لإجراء التجارب العلمية والدراسات.
وأوضح أنه يتطلع بشغف إلى إنجاز التجارب التي تساعد على فهم كيفية التكيف البشري مع العزلة في المعيشة ضمن مساحات محدودة، ومحاكاة المشي على كوكب المريخ، لأن هذه الدراسة توفر فرصة فريدة لاختبار التقنيات والاستراتيجيات في بيئة تحاكي التحديات التي يمكن أن يواجهها رواد الفضاء على سطح المريخ في المهمات المستقبلية، ومن خلال هذه التجارب يمكن تحديد أفضل طرق التنقل وإجراء الأبحاث العلمية.
يذكر أن الجامعات الوطنية ستؤدي دوراً محورياً في ثاني دراسة إماراتية لمحاكاة الفضاء، من خلال مشاركتها في 6 تجارب علمية، حيث تقدم جامعة الإمارات العربية المتحدة 3 تجارب، الأولى ستركز على دراسة اضطرابات الأيض المتعلقة بالجلوكوز خلال فترة 45 يوماً من العزلة، عبر تحليل النواتج الأيضية، أما التجربة الثانية، فستعمل على رصد الضعف في وظائف الدماغ، الناتج عن الإرهاق الذهني، في حين ستعمل التجربة الثالثة على مراقبة المؤشرات الحيوية للقلب والأوعية الدموية باستخدام تقنيات بصرية، بينما ستقدم جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية تجربتين؛ الأولى تركز على تقييم استهلاك الجسم للطاقة، والمحتوى الذي يشكلها، وستركز التجربة الثانية على دراسة تأثير التعرض مطولاً لبيئة محاكاة الفضاء على القلب والأوعية الدموية.