مختصون لـ« البيان »: أبحاث الطاقة النظيفة إحدى ركائز الاستدامة وبناء غد أفضل لأجيال المستقبل

الإمارات في مقدمة الدول الرائدة الساعية لتحقيق أعلى مستويات استدامة الطاقة النظيفة في العالم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عدد من المتخصصين، أن إعداد أبحاث الطاقة النظيفة يعتبر ركيزة أساسية من ركائز الاستدامة، لذلك حرصت دولة الإمارات على إطلاق أول استراتيجية موحدة للطاقة وهي الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050، والتي تستهدف حصول الجميع على طاقة آمنة ومستدامة، كما تسعى الدولة من خلال هذه الاستراتيجية إلى تحسين سلوك الاستهلاك، ورفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 40 % بحلول العام 2050.

وقال المتخصصون لـ«البيان»، إن من الأهمية بمكان إعداد الأبحاث المتخصصة بالطاقة النظيفة لدعم جهود الدولة في استدامة هذه الطاقة، والمحافظة على البيئة، والمساهمة في تجسيد رؤية دولة الإمارات الساعية إلى بناء مستقبل مستدام يشمل الجميع، ولتكون الإمارات دائماً في مقدمة الدول الرائدة الساعية لتحقيق أعلى مستويات استدامة الطاقة النظيفة في نطاق الأبحاث والمبادرات والبرامج والابتكارات على مستوى العالم.

جهود بحثية

وتركز جامعة الإمارات العربية المتحدة، جامعة المستقبل، ضمن خطتها الاستراتيجية على الطاقة النظيفة كمحور بحثي مهم، حيث خصصت الطاقة كمحور استراتيجي بحثي ضمن خطة الجامعة للبحث والابتكار (2023 - 2026)، كما تعمل على توفير الممكنات الأساسية لتحقيق المستهدفات ذات الصلة بالطاقة النظيفة.

وقال الأستاذ الدكتور أحمد علي مراد، النائب المشارك للبحث العلمي بجامعة الإمارات: «تعزز الجامعة من مكانتها وسمعتها البحثية من خلال البحث العلمي الرصين الذي يسهم في تطوير العلوم والمعارف، وإيجاد الحلول العلمية للتحديات البحثية ذات الصلة بالطاقة النظيفة، حيث يعتبر توفر الطاقة النظيفة الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة وهو جزء من خطة الجامعة في تعزيز المساهمة في هذه الأهداف».

وأضاف: «ومن مستهدفات الجامعة تحقيق إنتاج علمي وبحثي في المواضيع ذات الأولوية الوطنية والاستراتيجية من خلال نشر النتائج البحثية في أفضل المجلات العالمية حسب بيانات سكوبس، وقد نشر أعضاء هيئة التدريس والباحثون والطلبة 891 ورقة بحثية حسب بيانات سكوبس وذلك خلال الفترة من 2018 وحتى يناير 2024، بينما بلغ عدد الاقتباسات لهذه الأوراق البحثية 10.262، ما يعادل 11.5 اقتباساً لكل ورقة بحثية، وتقدر نسبة الإنتاج البحثي ذي الصلة بالطاقة النظيفة 8.1 % من مجموع الإنتاج البحثي للجامعة في كل التخصصات للفترة من 2018 - يناير 2024».

تعزيز استدامة 

بدوره، قال الدكتور إبراهيم علي محمد، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة الإماراتية، إن دولة الإمارات تخطو فعلياً خطوات متواصلة لتعزيز استدامة الطاقة النظيفة من خلال إطلاق المبادرات والاستراتيجيات الهادفة، كما تبذل جهوداً حثيثة لخلق بيئة داعمة من خلال الشراكات والاستثمارات الاستراتيجية، إضافة إلى إعداد الأبحاث المتخصصة وذات العلاقة بالطاقة النظيفة، وكل ذلك من شأنه أن يسهم وباقتدار في تحقيق المزيد من التطور، لأنها طاقة مستدامة، وتصلنا من البيئة نفسها، من دون إلحاق أي أضرار بها». 

وأضاف: «ويتحتم على الجهات والمؤسسات المعنية في الدولة أن تولي أبحاث الطاقة النظيفة أهمية خاصة وتعمل مع شركائها الاستراتيجيين لمعالجة التحديات الحقيقية التي تواجه العالم في مجال الطاقة النظيفة».

من جهته، أشار المهندس جابر بطي الأحبابي، والذي يعمل في قطاع النفط، إلى أن الإمارات تعد من الدول الرائدة عالمياً في تنويع مصادر الطاقة وتطوير قطاع الطاقة النظيفة، وتبني أحدث الابتكارات الدافعة لمسيرة التنمية المستدامة، وسبل مواجهة آثار تغير المناخ والتخفيف من الاحتباس الحراري. وأضاف: «يعكف نخبة من الباحثين في الدولة على إعداد  الأبحاث المتخصصة، وابتكار طرق وأساليب حديثة لتعزيز كفاءة القطاع، بما يدعم التنمية المستدامة، كما أن إعداد ونشر أبحاث الطاقة النظيفة يمثل إحدى الركائز الرئيسية لنموذج الإمارات في العمل من أجل المناخ، حيث تستهدف الدولة ضمن استراتيجية الطاقة حتى العام 2050 مزيجاً من مصادر الطاقة المتجددة والنووية والنظيفة، لضمان تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية».

في السياق، أوضح الدكتور عبدالله عصام الحمد، عضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة الإماراتية، أن الطاقة النظيفة تعتبر من المجالات البحثية الرائدة وخاصة خلال منتصف القرن الماضي، حيث إنه ونتيجة للمتغيرات المناخية التي صاحبت النهضة الصناعية والتجارية العالمية أصبح الوقت ملحاً للغاية لمساهمة الباحثين ودور العلم والمعرفة في تبني العديد من الدراسات والمساهمات العلمية المبنية على خصائص فنية ومعلوماتية. وأضاف: «وانطلاقاً من المسؤولية العلمية فإن هذا المجال من العلم يتطلب تضافر جهود العديد من الباحثين والدارسين لتبني نظريات علمية تسهم في تحسين المخرجات العلمية، ويعتبر الباحث في هذا المجال إحدى ركائز المساهمة في تحسين البيئة».

Email