أكاديميون لـ« البيان »: 13 مهارة تسهم بتمكين تطبيق «البيروقراطية الصفرية» في الحكومة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عدد من الأكاديميين أن دولة الإمارات نجحت على مدى العقود الـ5 الماضية في تعزيز دورها الريادي عالمياً في صناعة وبناء المستقبل عبر مبادرات ومشروعات استباقية مكنتها من الاستشراف المبكر للفرص والتحديات في مختلف القطاعات التي تمس حياة الإنسان، بما يضمن تحقيق التنمية المستدامة للأجيال القادمة.

ومن أجل ذلك قررت تطبيق «البيروقراطية الصفرية» التي تهدف إلى تبسيط وتقليص الإجراءات الحكومية، وإلغاء الإجراءات والاشتراطات غير الضرورية، وهو البرنامج الذي وجهت به حكومة دولة الإمارات الوزارات والجهات الحكومية بتطبيقه بإلغاء ما لا يقل عن 2000 إجراء حكومي وخفض ما لا يقل عن 50% من المدد الزمنية للإجراءات، وتصفير جميع الاشتراطات والمتطلبات غير الضرورية في العام الجاري، وأن يتم تقييم نتائج العمل والاحتفاء بأفضل الإنجازات في نهاية سنة 2024.

وقالوا لـ«البيان» إن هناك 13 مهارة تعزز تطبيق البيروقراطية الصفرية وهي: المرونة، والشفافية، والسرعة، والجودة، والتنفيذ، ونشر السعادة، وتوفير خدمات على أعلى مستوى، وتفعيل التعاون، وتفعيل الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي، والتواصل الفعال، والابتكار، والتعلم والتطوير المستمر، وبناء وإدارة فرق العمل.

تغيرات متسارعة

وأوضح الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي، أن المرونة تتضمن القدرة على التكيف مع التغيرات المتسارعة والقدرة على التعامل مع المواقف المختلفة بشكل فعال، ما يتماشى مع تطبيق البيروقراطية الصفرية للتخلص من الإجراءات غير الضرورية.

وأضاف: الشفافية هي القدرة على التواصل بوضوح وصراحة مع المواطنين والموظفين والشركاء الآخرين وتعد إحدى المهارات الحكومية المهمة، إذ تؤدي إلى مراجعة الأخطاء الإجرائية ومحاسبتها لتجنب التحديات السلبية، كما أن السرعة تعني القدرة على اتخاذ القرارات في الوقت المناسب وتنفيذها بفعالية لتلبية احتياجات المجتمع والمواطنين، وأن استخدام الذكاء الاصطناعي سيسرع الإجراءات بدقة.

وقال إن تعزيز القدرة على تقديم خدمات عالية الجودة وضمان تلبية احتياجات المواطنين وتحقيق رضاهم، يمكن أن يتم بمعاونة التكنولوجيا جنباً إلى جنب الموظف الماهر لترسيخ مبدأ الجودة في المخرجات، مشيراً إلى أن القدرة على تنفيذ السياسات والبرامج والمشروعات بكفاءة وفعالية تسهم في تحقيق أهداف الحكومة.

من جانبه، قال الدكتور عبدالله الشامسي مدير الجامعة البريطانية بدبي: هذه المهارات الحكومية ستؤدي دوراً حاسماً في تحقيق التحول والتطور في القطاع الحكومي وتعزيز الخدمات المقدمة للمواطنين وهي حاسمة لتحقيق رؤية حكومة ناجحة في العام 2024 وما بعده.

وأوضح أن التفكير الاستراتيجي يتضمن القدرة على تحليل البيانات والمعلومات واتخاذ القرارات المستنيرة والتخطيط للمستقبل، كما يتطلب الابتكار القدرة على التفكير خارج الصندوق وتطوير حلول جديدة وإبداعية للتحديات، ويجب أن تتحلى الإدارات في الجهات الحكومية بالقدرة على التعلم والتطوير المستمر من أجل مواكبة التطورات الجديدة.

وأشار الشامسي إلى أهمية القدرة على التعامل مع التغيرات السريعة وإدارة المواقف التحولية، مشيراً إلى أنها من أهم المهارات الحكومية في العام 2024، إلى جانب القدرة على بناء وإدارة فرق عمل فعالة وتوجيهها وتحفيزها.

خطط واضحة

في السياق، قال الدكتور محمد أحمد عبدالرحمن مدير جامعة الوصل بدبي، إن دولة الإمارات نجحت في التنبؤ بالمستقبل ووضعت الخطط الأكثر وضوحاً عبر الاتجاهات والقضايا الحالية وافتراضاتها والأخطار المرتبطة بها، وإعادة رسم وسن تشريعات ونماذج لتحقيق الرؤية والأهداف.

وأكد أهمية تطوير أساليب وطرائق التعليم وكذلك إدخال التعليم من بعد في المنظومة التعليمية بعد تطوير آلياتها، كما أننا بحاجة لمزيد من برامج التدريب لطلبة الجامعات قبل التخرج.

وذلك لدخول مجالات العمل بجدارة وقدرة، إلى جانب إنشاء مراكز للبحث العلمي في المجالات كافة، وتحديد احتياجات المؤسسات الحكومية من المهن والوظائف مستقبلاً وتعريف الطلبة بها، تجنباً لعدم دخولهم تخصصات غير مرغوب فيها ما ينتج عنه زيادة بطالة الخريجين.

نشر سعادة

بدوره، أشار الدكتور إسماعيل عبدالله الزرعوني أستاذ قسم الهندسة الكهربائية بجامعة روشستر للتكنولوجيا بدبي، إلى أهمية نشر السعادة في بيئات العمل لكونها من أهم المرتكزات لحكومة دولة الإمارات.

وأضاف إن البيروقراطية الصفرية تتطلب القدرة على تقديم خدمات فعالة ومبتكرة للمواطنين والشركاء الآخرين وتلبية احتياجاتهم، إلى جانب تفعيل الشراكات الاستراتيجية مع الأفراد والجهات الأخرى وتعزيز التعاون والتنسيق بين الأقسام المختلفة في الحكومة وذلك لمواجهة أيضاً الأزمات العالمية والبيئة التي قد تتطلب العمل من بعد.

Email