نقص الوعي المجتمعي يؤخر تشخيص التوحد لدى الأطفال

عمار البنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف الدكتور عمار حميد البنا مدير مستشفى الأمل للصحة النفسية التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية أن نسبة التوحد أعلى لدى الذكور في مقابل الإناث بمعدل 4 إلى 1، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن دراسات حديثة أكدت أن نسبة الإصابة بالتوحد لدى الإناث أعلى مما كنا نعتقد سابقاً.

وأوضح أنه لا توجد فحوص ما قبل الزواج للكشف عن احتمالية إنجاب أطفال مصابين بالتوحد، ولكن ينصح بإجراء الاختبارات الجينية وكذلك الاستشارة الجينية بعد التشخيص، لأهداف من ضمنها الإجابة عن تساؤلات الأهالي بالنسبة لاحتمالات ولادة طفل يعاني من المرض.

وقال الدكتور البنا لـ«البيان» إن اضطراب طيف التوحد من الاضطرابات النمائية العصبية التي تؤثر في نمو الدماغ في المراحل الأولى، وتسبب صعوبات خاصة في التواصل الاجتماعي والعاطفي المتبادل. مشدداً على ضرورة الاهتمام بالتوعية والتثقيف حول التوحد بشكل عام، ولا سيما أن أعراضه تتباين في شدتها وتأثيرها من شخص لآخر، وتشمل بشكل جوهري صعوبات في التفاعل الاجتماعي والعاطفي المتبادل.

بالإضافة إلى أعراض أخرى مصاحبة مثل التكرار والنمطية ومحدودية الاهتمامات وأعراض حسية، لافتاً إلى أن أغلب الأهالي عادة يلاحظون الأعراض على الطفل في عمر 18 شهراً، ولكن قد يتأخر التشخيص لأسباب عديدة من ضمنها نقص الوعي المجتمعي، وفي حال كانت الأعراض لدى الطفل طفيفة، أو في حال تمتع الطفل بمهارات متقدمة.

أسباب

وأشار مدير مستشفى الأمل للصحة النفسية إلى أن أسباب التوحد متعددة، وترجع بشكل رئيس إلى العوامل الجينية، بالإضافة إلى بعض العوامل البيئية التي قد تلعب دوراً أيضاً، مثل التعرض للمضاعفات وبعض الأدوية خلال فترة الحمل أو صعوبات أثناء الولادة.

موضحاً أنه لا توجد أي أدلة على أن استخدام الأجهزة اللوحية أحد مسببات توحد الطفل، ولكن بنفس الوقت ركز على أهمية التواصل مع الطفل والتفاعل واللعب معه لما لذلك من أثر إيجابي على النمو الاجتماعي بدلاً من قضاء الوقت على الأجهزة اللوحية.

وأكد الدكتور عمار البنا أنه لا يوجد إلى اليوم أي علاج دوائي أو طبي للتعامل مع الأعراض الرئيسة للتوحد، ولكن ‏توجد تدخلات مدعومة علمياً، وعلى رأسها العلاج السلوكي المبكر والمكثف، لما في ذلك من دور إيجابي في تحسين التواصل الاجتماعي والأداء الوظيفي للطفل، ومن العوامل التي تؤثر على تحسن الطفل، جودة العلاج السلوكي، واستخدام طرق العلاج المقنن، وتتبع المخرجات بأسلوب منهجي وكذلك إدراج الأهالي والبيئة المحيطة في الخطط العلاجية.

ولفت الدكتور البنا إلى أن للأهل والمجتمع دوراً محورياً في توفير بيئة محفزة للتواصل الاجتماعي، مضيفاً إن الأبحاث تتطور باستمرار في مجال التوحد لفهم العوامل التي تسهم في تطوره ولتحسين العلاجات والدعم المتاح، داعياً على أهمية تحري المصداقية من ناحية العلاجات نظراً لوجود عدد كبير من العلاجات غير المدعومة.

منوهاً إلى ضرورة أن يتم أخذ المعلومات من قبل الجهات والهيئات الموثوقة، وخاصة أن هناك علاجات مزعومة تنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي والتي قد تنتج غالباً أضراراً ونتائج عكسية بسبب اتباعها، بالإضافة إلى توجيه الأهالي لمسار غير مجدٍ علاجياً، محذراً من تعريض الطفل لأي علاج لم يتم اعتماده من خلال بيئة بحثية معتمدة وتحت المراقبة.

 

Email