أكد أكاديميون وتربويون أن تحقيق الإمارات المركز الثامن عالمياً في مؤشر التكنولوجيا والابتكار العالمي، ضمن مؤشر القوة الناعمة العالمي يعكس الاهتمام الكبير، الذي توليه القيادة الرشيدة في رحلتها نحو العالمية في مجال التكنولوجيا والابتكار، فقد تم تكريس جهود كبيرة لتعزيز التكنولوجيا والابتكار في مختلف المجالات، بما في ذلك التعليم العلمي والتكنولوجي في المدارس والجامعات.

نهج

واعتبرت الدكتورة مريم الغاوي، مديرة مركز حمدان بن راشد آل مكتوم للموهبة والابتكار، أن الإمارات من الدول الرائدة عالمياً في مجال التكنولوجيا والابتكار، ويرجع هذا النجاح إلى النهج، الذي تتبعه الدولة في تسخير الابتكار والتكنولوجيا كأدوات استراتيجية في مختلف المجالات، بدءاً من العمل وصولاً إلى المدارس.

وقالت: «إن الدولة وفرت بيئة حاضنة تشجع على الابتكار والريادة، ما جعل كافة المؤسسات تتنافس في استخدام والابتكار والتكنولوجيا، ما أسهم في تمكين المبتكرين وتطوير أفكارهم وتحويلها إلى منتجات وخدمات تكنولوجية قابلة للتسويق».

صدارة

من جهته قال البروفيسور منتصر قسايمة، نائب مدير الجامعة المشارك للبحث العلمي والابتكار والتطوير الأكاديمي في جامعة أبوظبي: «تأتي صدارة دولة الإمارات لأحد أهم مجالات العصر الحديث، وهي التكنولوجيا والابتكار، محتلة المركز الثامن عالمياً كثمرة لسياسات وجهود ومبادرات امتدت لعقود، وذلك حرصاً من دولة الإمارات على ترسيخ ثقافة الابتكار والتوظيف الأمثل للتكنولوجيا في جميع المجالات، ومنها قطاع التعليم العام والجامعي لا سيما أن الدولة تملك أعلى النسب في الوصول إلى الإنترنت، وهو ما دفعها لتوظيف هذه الميزة بأسلوب منهجي وذكي، عبر دمج استخدام التكنولوجيا والابتكار في أدوات التعليم والتعلم».

وأضاف: «تركز الإمارات على جانب الابتكار ومهارات التفكير الإبداعي في المناهج تماشياً مع التوجه العالمي نحو إعداد أجيال يتملك القدرات والمهارات المرنة للاستعداد لكل ما هو جديد في عالم سريع ومتطور، وما ينعكس بطبيعة الحال على بيئة العمل، التي بات المبدعون والمبتكرون من خريجي الجامعات يلتحقون بها بعد سنوات من التدريب والتطبيق على توظيف التكنولوجيا والابتكار كإحدى الركائز الأساسية في كل عمل يقومون به، ومن هنا يأتي توجه جامعة أبوظبي إلى طرح مساقات متعلقة بالابتكار في مختلف التخصصات والمناهج، ليكون الابتكار جزءاً لا يتجزأ من شخصية الطالب وطريقة تفكيره، مبتعداً عن الطرق التقليدية في تعاطيه مع ما يواجهه سواء في دراسته أو عمله المستقبلي».

مكانة

ومن جانبها قالت التربوية ريم الحسين «إن دولة الإمارات سخرت الابتكار والتكنولوجيا في مختلف المجالات، واتبعته كنهج حاسم، قادها إلى العالمية وجعلها واحدة من الدول الرائدة في مجال التكنولوجيا والابتكار، وذلك من خلال استراتيجية متقدمة ورؤية استشرافية للقيادة الرشيدة، مما أسهم في تحقيق تقدم هائل ومكانة مرموقة على الصعيد العالمي».

وأوضحت أنه تم تحقيق تقدم كبير في توظيف التكنولوجيا و تحفيز الابتكار في المؤسسات التعليمية، كما تم تطوير برامج ومناهج تعليمية مبتكرة، تعزز المهارات الابتكارية والتكنولوجية لدى الطلاب، وتشجعهم على التفكير الإبداعي وحل المشكلات مثل مادة التصميم والابتكار والحوسبة، بالإضافة إلى ذلك تم توفير المنصات والمرافق التعليمية المتطورة لتمكين الطلاب من الاستفادة الكاملة من التكنولوجيا.

تقنية

وفي السياق ذاته قالت المستشارة التربوية الدكتور ميساء عبد الله: «تتميز الإمارات برؤية استشرافية للمستقبل، حيث تولي أهمية قصوى للابتكار والتقنية في خططها التنموية، إذ تم تطبيق نهج شامل يهدف إلى تعزيز الابتكار في جميع جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتربوية في الدولة، وقد أكسب هذا النهج الإمارات مكانة مرموقة في المشهد العالمي كواحدة من أبرز الدول المبتكرة والمتقدمة تكنولوجياً».

وتابعت: «تأتي مساهمة الابتكار والتكنولوجيا في تحقيق هذا النجاح من خلال تسخيرهما كأدوات حيوية في العمل والمدارس، ففي مجال العمل تعتمد الشركات والمؤسسات في الإمارات على التكنولوجيا المتقدمة والحلول الابتكارية لتحسين الكفاءة وتعزيز الإنتاجية، وبفضل هذه الاستراتيجية، حققت الشركات الإماراتية تطوراً متقدماً في مختلف القطاعات، بما في ذلك التكنولوجيا النظيفة، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والتجارة الإلكترونية، والتكنولوجيا الحيوية، وغيرها».

تمكين

وأضافت: «أما في المجال التعليمي فقد تم تطبيق الابتكار والتكنولوجيا في المدارس الإماراتية، بهدف تمكين الطلاب والمعلمين وتعزيز عملية التعلم، حيث تم توفير بنية تحتية تقنية متطورة وتجهيزات حديثة في الفصول الدراسية، بالإضافة إلى تنفيذ برامج تعليمية مبتكرة تستخدم التكنولوجيا لتعزيز التفاعل وتحفيز الإبداع وتطوير مهارات الطلاب في جميع المجالات، وتظهر النتائج الملموسة لهذا النهج التكنولوجي والابتكار في مكانة الإمارات المتقدمة عالمياً في مؤشر التكنولوجيا والابتكار، حيث حققت الدولة المركز الثامن على المستوى العالمي، وهو إنجاز كبير يعكس التزامها القوي بتعزيز الابتكار وتطوير القدرات التكنولوجية».