تحتضن دولة الإمارات طيفاً واسعاً من المعالم السياحية التي تستهوي عشاق التصوير والتقاط أجمل الذكريات، لا سيما بعد جولات سياحية عامرة بالاستمتاع بالكنوز الطبيعية التي تقدمها المحميات والكثبان الرملية الساحرة والشواطئ الخلابة والجبال العريقة، أو تأمّل الإبداعات المعمارية الهندسية الفريدة التي حازت بها دولة الإمارات قصب السبق العالمي، أو التنقل الأثير في الأسواق القديمة، وتنسم عبق التراث، الذي يحمل في طياته العديد من الذكريات والعادات والتقاليد الأصيلة التي عاشها الآباء والأجداد.
مقومات طبيعية
وتنتشر في أرجاء دولة الإمارات الكثير من هذه المعالم السياحية التي تستقطب سنوياً ملايين الزوار المحليين والسياح من خارج الدولة، لا سيما خلال النسخة الرابعة من حملة «أجمل شتاء في العالم»، التي تبرز جماليات السياحة الإماراتية، من مقومات طبيعية وجغرافية وتراثية، تترك لدى الزائر ذكريات لا تنسى.
أبوظبي
ويستقبل جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي ملايين المرتادين كل عام، للاستفادة من المبادرات والبرامج الدينية والثقافية، والاستمتاع بتأمل التصاميم المعمارية الإسلامية والحديثة، حيث يُعد أحد أكبر المساجد في العالم، ومن أضخم الأعمال المعمارية التي تمزج بين مختلف مدارس العمارة الإسلامية، ويتميز بعدد كبير من القباب، تصل إلى 82 قبة، وأكثر من 1000 عمود.
إلى ذلك، يوفر قصر الوطن لزواره العديد من التجارب الإنسانية والثقافية المميزة، وتمتاز القاعة الكبرى بمجموعة من الإبداعات الهندسية، التي تُظهر براعة وحِرفية الفنون العربية التقليدية، حيث تجسدت في قبتها المركزية ومداخلها المقنطرة والزخارف والفسيفساء المذهلة.
ويبرز متحف اللوفر - أبوظبي، كأول متحف عالمي في العالم العربي، يجسّد الانفتاح على الحضارات العالمية، ويقع المتحف في قلب المنطقة الثقافية على جزيرة السعديات، حيث يجد عشّاق الفنّ ملاذهم بين الأعمال الفنية ذات الأهمية التاريخية والثقافية والاجتماعية.
ولالتقاط أفضل المشاهد الصحراوية، تحتضن واحة ليوا في أبوظبي، التي تقع في الطرف الشمالي من الربع الخالي، أكبر صحراء رملية شاسعة في العالم، تبايناً ساحراً شكله تمازج بساتين النخيل الخضراء، والكثبان الرملية العالية الحمراء.
كما يُشرف جبل حفيت على مدينة العين، ويتيح للزوار الاستمتاع بإطلالات خلابة على المدينة الزاخرة بالحدائق الغنّاء، حيث يبلغ ارتفاع قمة الجبل 1,249 متراً، وهي أعلى قمة في أبوظبي، وثاني أعلى قمة في دولة الإمارات، بعد جبل جيس في رأس الخيمة.
في حين تتخذ جزيرة المارية موقعاً مميزاً في قلب مدينة أبوظبي، وتتيح إطلالات جميلة على الخليج العربي، حيث يحيط بها ممشى الواجهة البحرية، وتضم فنادق فخمة ومقاهي ومطاعم شهيرة.
دبي
ويقف برج خليفة شامخاً في منطقة وسط دبي «داون تاون»، مشكلاً أعلى ناطحة سحاب في العالم، ويعتبر تحفة هندسية، يزين وسط مدينة دبي، كما تضم «داون تاون» أطول نافورة راقصة في العالم «نافورة دبي»، وتقع في بحيرة البرج مقابل دبي مول، أحد أكبر مراكز التسوق والترفيه في العالم.
كما يتميز فندق برج العرب، أحد أشهر المعالم السياحية في الإمارات، بهندسته المعمارية المبدعة، وإطلالاته البحرية الآسرة، وتم تصنيفه من فئة سبع نجوم، بفضل تصاميمه الداخلية الفخمة ومطاعمه الشهيرة.
ويعتبر سوق الذهب في دبي من أقدم وأجمل الأسواق التراثية في إمارة دبي، ووجهة سياحية مميزة، ويقع السوق في منطقة ديرة مقابل خور دبي، وعلى بُعد مسافةٍ قصيرة من الأسواق التقليدية الأخرى، ومحطات قوارب العبرة، في حين يعد حي الفهيدي التاريخي، أبرز المواقع التراثية في الإمارات، ويعكس نمط الحياة التقليدية، الذي كان سائداً في دبي قبل عدة قرون، وتنتشر فيه المتاحف والمعارض الفنية والمطاعم.
ومن الأماكن الساحرة التي تستهوي عشاق التصوير، خور دبي، الذي يمتد بطول 15 كيلو متراً، يقسم مدينة دبي إلى قسمين، وفي دبي أيضاً تتألق حديقة ميراكل جاردن دبي، أكبر حديقة أزهار طبيعية في العالم، وتبلغ مساحتها 72 ألف متر مربع، وتضمّ مجموعة رائعة من الهياكل الشهيرة المكسوّة بأكثر من 50 مليون زهرة، كما يمكن زيارة حديقة الفراشات، التي تضم أكثر من 15 ألف فراشة.
وفي دبي أيضاً، تبرز العديد من المتاحف، ومنها «متحف الاتحاد»، الذي يتمتع بمكانة أثيرة في قلوب الإماراتيين، ففيه رفع علم دولة الإمارات لأول مرة، وأعلن عن تأسيس الدولة، ويروي قصة تأسيس دولة الإمارات، فيما يعرض «متحف دبي» أسلوب الحياة التقليدية قبل اكتشاف النفط، فيما يعد «متحف المستقبل»، أحد أكثر الأيقونات المعمارية إبداعاً وتفرداً في العالم.
الشارقة
وفي الشارقة تنفرد واجهة المجاز المائية بإطلالتها المتميزة على بحيرة خالد، والمسطحات الخضراء الممتدة والحدائق، وتنتشر فيها المطاعم والمقاهي، والأبراج العالية، التي تعكس في بعض مبانيها فن العمارة الإسلامية والتراثية، كما يستضيف مسرح القصباء الكثير من الفعاليات الثقافية على مدار العام، وتكون المنطقة مفعمة بالحيوية والنشاط خلال موسم الاحتفالات والأعياد.
كما يعد «قلب الشارقة» وجهة ثقافية، تختزن بين طرقاتها وصروحها المعمارية أصالة المدينة وتراثها العريق، وقد تم ترميم الكثير من البيوت القديمة في قلب الشارقة، وأعيد إليها جمالها السابق، لتكون إرثاً حضارياً، ومنطقة فنية تعكس أصالة دولة الإمارات. وللاسترخاء والتقاط أجمل الصور على شواطئ خلابة، تعتبر مدينة خورفكان من أجمل المدن الساحلية في الدولة.
حيث تمتاز بساحلها الرملي، فيما تعانق الجبال فضاءات المدينة، كما تضم خورفكان استراحة السحب، التي تقع على قمة جبلية، يصل ارتفاعها إلى 600 متر فوق سطح البحر، وتم تشييدها على شكل دائري، يضمن استمتاع الزوار برؤية المدينة من جهاتها الأربع.
عجمان
وفي عجمان، تتألق محمية الزوراء الطبيعية التي تنبض بالحياة البرية، وتتكون من شجيرات القرم ومياه نقية زرقاء وشواطئ رملية، وتعتبر ملاذاً للعديد من الطيور المهاجرة والمستوطنة، وهي غنية بالكائنات البحرية. في حين يعد الحي التراثي وجهة سياحية متفردة، تقوم على تاريخ عريق يعبق بالتراث والأصالة، وتبرز الهوية الأصيلة للإمارات، ويزخر بالموروثات والمحتويات الأثرية والتاريخية والأشجار المعمرة.
أم القيوين
وفي أم القيوين، تعد جزيرة السينية وجهة تربط الحاضر بالزمن الجميل، وتعكس تاريخ وحضارة وبيئة إمارة أم القيوين بأبهى صورها. ويبلغ طول الجزيرة حوالي عشرة كيلومترات، وتحيا فيها طيور النورس والفلامنغو، وتنمو فيها أشجار القرم والغاف، والعديد من النباتات الصحراوية، وتعتبر من أبرز المعالم السياحية في المدينة.
رأس الخيمة
وفي رأس الخيمة، يعد جبل جيس أعلى قمة جبلية في الإمارات، ويصل ارتفاعه إلى 1934 متراً فوق سطح البحر، ويتيح التقاط أجمل الصور بإطلالات بانورامية على كامل الإمارة، كما تعد جزيرة المرجان، نقطة جذب للزوار المحليين والسياح من خارج الدولة، وتتألف من أربع جزر، هي جزيرة النسيم وجزيرة الكنز وجزيرة المطلّة وجزيرة الأحلام، وتتميز بمشاهد خلابة، وإطلالات على الخليج العربي، وتضم مجموعة من المنتجعات والفنادق الفاخرة.
الفجيرة
وتعتبر قلعة الفجيرة، إحدى أشهر وأكبر القلاع في الإمارات، وقد تم بناؤها في القرن السادس عشر، وتتكون من ثلاثة أبراج دائرية، وآخر مستطيل، وقد اتخذت شكل الربوة التي تجثو عليها، ويبلغ ارتفاعها 20 متراً عن سطح البحر، ما يمنحها مشهداً آسراً، يزين أفق المدينة، كما يمكن زيارة جزيرة سنوبي، التي تعد من أهم الوجهات السياحية في الفجيرة، نظراً لطبيعتها الرائعة ومعالمها الأخاذة.