نشر باحثون من «مركز فاطمة بنت مبارك» في كليفلاند كلينك أبوظبي ، وشركة «آي بي إم» استراتيجية جديدة لتحديد أهداف جديدة للعلاج المناعي باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتعتبر هذه الدراسة الأولى التي تتم مراجعتها من قبل اختصاصيين في القطاع، وذلك في إطار شراكة تسريع الاكتشاف العلمي بين هاتين المؤسستين الرائدتين، والتي جرى تصميمها لتعزيز أبحاث الرعاية الصحية وعلوم الحياة.
تعاون
وتعاون أفراد الفريق معاً من أجل تطوير ذكاء اصطناعي خاضع للإشراف، وغير خاضع للإشراف، وذلك بهدف كشف الخصائص الجزيئية لمستضدات الببتيد، التي تعتبر قطعاً صغيرة من جزيئات البروتين، تستخدمها الخلايا المناعية للتعرف إلى التهديدات، وينتمي أعضاء المشروع إلى مجموعة متنوعة، يقودها الدكتور تيموثي شان من كليفلاند كلينك.
وقال الدكتور شان رئيس مركز العلاج المناعي العادي، والمرتبط بالأورام الخبيثة الدقيقة، الذي يحمل اسم «فاطمة بنت مبارك»: «لقد كانت جميع بياناتنا حول أهداف مستضدات السرطان في الماضي، تتولد من التجربة والخطأ.
وتتيح الآن الشراكة مع (آي بي إم) لنا دفع حدود الذكاء الاصطناعي وأبحاث علوم الحياة، من أجل تغيير الطريقة التي نقوم من خلالها بتطوير وتقييم أهداف علاج السرطان».
ويوفِّر مركز «فاطمة بنت مبارك» في أبوظبي، والذي تم افتتاحه في مارس الماضي، خدمات طبية متطورة وشاملة، ورعاية صحية فائقة للمرضى طوال رحلة العلاج والتعافي من الأورام، بما في ذلك خدمات التصوير المتقدم، وعلاج الأورام بالإشعاع.
ويحتوي المركز، الممتد على مساحة 19 ألف متر مربع، على 32 غرفة فحص، و24 غرفة حقن، وغرفتي عمليات، ومنطقة مخصَّصة لعلاج الأورام النسائية.
وبحث العلماء لعقود من الزمن، كيف يمكن تحديد المستضدات واستخدامها، من أجل استهداف الخلايا السرطانية أو الخلايا المصابة بالفيروسات. ولطالما كانت هذه المهمة صعبة بسبب تفاعل مستضدات الببتيد مع الخلايا المناعية، بناء على بعض الخصائص المحددة الموجودة على سطح الخلايا، وهي العملية التي لا تزال غير مفهومة تماماً إلى الآن.
واتسمت الأبحاث في هذا السياق بالمحدودية، بسبب العدد الكبير للمتغيرات التي تؤثر في طريقة تعرف الأجهزة المناعية إلى هذه الأهداف.
ويعتبر تحديد هذه المتغيرات عملية صعبة، وتستهلك الكثير من الوقت باستخدام الحوسبة العادية، ولذلك، فإن النماذج الحالية محدودة، وقد تكون في بعض الأحيان غير دقيقة.
وتم نشر الدراسة في مجلة «ملخصات في المعلوماتية الحياتية»، وخَلصَت إلى أن نماذج الذكاء الاصطناعي، التي تأخذ بالاعتبار تغيرات الشكل الجزيئي بمرور الوقت، يمكنها أن تقدم تصوراً دقيقاً حول كيفية تعرف أجهزة المناعة إلى مستضد مستهدف. ويمكن للباحثين من خلال هذه النماذج، تحديد الإجراءات المهمة الواجب استهدافها بأساليب العلاج المناعي، مثل اللقاحات والخلايا المناعية التي تمت هندستها.
ويمكن للباحثين إدراج هذه المعلومات في نماذج ذكاء اصطناعي أخرى مستقبلاً، من أجل تحديد أهداف علاج مناعي أكثر فعالية.