شكل «برنامج القيادات الدبلوماسية العربية الشابة 2023»، الذي أطلق مركز الشباب العربي أخيراً فعاليات النسخة الثانية منه، خطوة مهمة نحو إعداد جيل متمكن في العلاقات الدبلوماسية، وتعزيز الحضور العربي، وتحقيق مشاركات فاعلة في أهم الحوارات والمحافل العالمية.
وتضمن البرنامج ورش عمل وجلسات نقاشية وتدريبية، من بين أهمها دبلوماسية تغير المناخ وأساسيات المفاوضات متعددة الأطراف فيه، والتمويل والدبلوماسية المتقدمة في تغير المناخ.
خبرات تفاوضية
ووفقاً لاستطلاع أجرته «البيان» مع بعض المشاركين، عن أهمية البرنامج، وما يتعلق بملف المناخ، أكد محمد مناف صائغ، ملحق دبلوماسي في سفارة جمهورية العراق، أن دافعه للانضمام للبرنامج جاء انطلاقاً من أهمية تطوير قدراته في مجال التفاوض والتواصل وإيجاد الفرص من أجل تحقيق الهدف الذي يسعى إليه.
وتطرق إلى أهمية البرنامج فيما يخص تعزيز جهود الإمارات، موضحاً أن من شأن البرنامج ومحتواه، أن يسهم في تحضير جيل جديد جاهز للتفاوض بموضوع المناخ ومطلع على أولوياته، وبيّن أن المبادئ الأساسية والتوجهات الحديثة في العمل الدبلوماسي المناخي، أمر له أهمية بالغة حالياً توازياً مع التحديات البيئية العالمية. وأردف: إن هذه الجهود ستنعكس مستقبلاً على هذا الملف النوعي والمهم، خصوصاً أن القيادات الشابة هي من ستتولى قيادة التحول إلى الطاقة النظيفة، وخفض الانبعاثات من أجل الحفاظ على البيئة.
وتابع: إننا بحاجة لجيل جديد من الدبلوماسيين الشباب مزود بالمهارات والخبرات، حيث إنه من الممكن تضمين البرامج التي تتبعها دول المنطقة، فيما يخص التحول في مجالات الطاقة، والذي ينعكس بإيجابية على المناخ، من أجل استثمارها من قبل القادة الشباب في نقاشاتهم مع دول العالم. من جانبها ذكرت وئام تميم، مشاركة في البرنامج، أن دافعها للانضمام للبرنامج، جاء لمعرفة المزيد عن دبلوماسية تغير المناخ، والتواصل مع العاملين في هذا المجال، موضحة أن المحتوى الذي حصلت عليه، من شأنه أن يساعدها في التعرف على العديد من الجوانب القانونية والسياسية، التي تؤثر على الدبلوماسية في مجال تغير المناخ، لافتة إلى أن الدورات التدريبية المتعلقة بالتفاوض مفيدة بشكل خاص.
وأشارت إلى أن جهود الإمارات، كبيرة ومهمة وذات فائدة عالية، خصوصاً أن إدراج الشباب العرب الذين يعملون في مجال العلاقات الدولية والدبلوماسية، في هذا البرنامج قبل انعقاد المؤتمر مباشرة، سيوفر المزيد من المعرفة والمزايا للشباب، أثناء مشاركتهم في مؤتمر الأطراف، مما يزيد من تأثير الحدث وفعالياته ومحتواه ومخرجاته ويضمن نجاحه على المستوى الدولي.
جيل جديد
وأضافت: إن العمل الدبلوماسي المناخي، أمر له أهمية بالغة حالياً توازياً مع التحديات البيئية العالمية، وأنه من المؤكد أن التركيز والأهمية المتزايدة التي يوليها صانعو السياسات والوكلاء الدبلوماسيون لتغير المناخ، سيعزز دبلوماسية تغير المناخ في المستقبل، وسيعطيها أولوية وأهمية أكبر.
وعن مدى حاجتنا لجيل جديد من الدبلوماسيين الشباب، مزود بالمهارات لمخاطبة العالم بلغة تناسب مفاهيمهم وتوجهاتهم، وتعكس صورة إيجابية عن العرب، بينت أن الانفتاح على العالم مع البقاء مخلصين لقيمنا، هو المفتاح لفرض صوت الشباب العربي على الساحة الدولية، وأنه ومن خلال توفير المزيد من الفرص للدبلوماسيين الشباب للتعرف على الثقافات الأخرى، وفهم احتياجاتهم وقيمهم واهتماماتهم وروحهم وشعاراتهم وعواطفهم بعمق، فإننا نحظى بفرصة أفضل لإيجاد طرق مناسبة لتعزيز مصالحنا وأولوياتنا خلال تبادلاتنا ومفاوضاتنا، لافتة إلى أن البرنامج أعطاهم بالفعل لمحة عن ذلك، خصوصاً مع دورة التفاوض التي نظمها مركز كينيدي بجامعة هارفارد.
تعزيز قدرات
وأفاد أحمد عبد الرحيم، أحد المشاركين في فعاليات برنامج القيادات الدبلوماسية العربية الشابة، أنه تم ترشيحه للانضمام للبرنامج من قبل إدارة المناخ والبيئة بالخارجية المصرية، وأن البرنامج يعمل على تعزيز قدرات المشاركين المستقبلية، من خلال التدريب على أساسيات التفاوض والبحث في أدوات الاتفاقيات البيئية الخاصة بالأمم المتحدة، لافتاً إلى أهمية تخصيص تلك البرامج للقيادات الشابة العاملة في المجال البيئي في الوزارات المختلفة.
وحول أهمية المبادئ الأساسية والتوجهات الحديثة في العمل الدبلوماسي المناخي، وتوازيه مع التحديات البيئية العالمية، قال إنه يمكن تبني بعض المبادئ الأساسية والتوجهات الحديثة مثل، تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول في مواجهة التحديات البيئية المشتركة، وتضمين مبادئ الاستدامة والمسؤولية البيئية في جميع القرارات الحكومية، فضلاً عن تعزيز مبدأ الشفافية في نشر المعلومات حول التغيرات المناخية والجهود المبذولة، وتدريب وتعليم كوادر الدولة على قضايا المناخ والبيئة.