انطلاقاً من مسؤوليتها المجتمعية، تؤدي هيئة كهرباء ومياه دبي دوراً جوهرياً في دعم التنوع البيولوجي والحفاظ على البيئة والموائل البرية والبحرية، من خلال إطلاق حملات توعوية وبيئية، تهدف إلى إشراك جميع أفراد المجتمع في جهود الحفاظ على الموارد الطبيعية الثمينة، وزراعة المزيد من الأشجار، وتشجيع استخدام القنوات الرقمية والتنقل الأخضر، وتحفيز تبني نمط حياة واعٍ ومستدام من خلال اتباع ممارسات مستدامة ومنها تعزيز كفاءة استهلاك الكهرباء والمياه، والحد من الهدر، وخفض استهلاك المواد البلاستيكية وإعادة استخدام وتدوير البلاستيك.

وقال معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: "نعمل على ترسيخ ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال العمل المناخي والتنوع البيولوجي، حيث أن دولة الإمارات من أوائل دول المنطقة التي أولت حماية البيئة والتصدي لتبعات التغير المناخي اهتماماً كبيراً من خلال اعتماد سياسات خضراء وإطلاق مبادرات رائدة في هذا القطاع الحيوي، علاوة على اتخاذ تدابير لمعالجة الأسباب الجذرية للتلوث البلاستيكي وتعزيز التحول نحو اقتصاد بلاستيكي دائري. ويعد التزامنا بالاستدامة امتداداً لإرث المغفور له بإذن الله الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ودعماً لتوجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للاستثمار الذكي في ثرواتنا الطبيعية وبناء مستقبل مستدام لأجيالنا القادمة. ونحرص على تعزيز الاستدامة بجميع جوانبها البيئية والاجتماعية والاقتصادية، لتحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050، وأهداف التنمية المستدامة الـ17 التي اعتمدتها الأمم المتحدة لعام 2030. وانسجاماً مع عام الاستدامة في دولة الإمارات تحت شعار "اليوم للغد"، والذي استضافت الدولة خلاله الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (28COP) في مدينة إكسبو دبي، وارتفاع مستوى الوعي حول الارتباط القوي بين مناخ العالم وتنوعه البيولوجي، تؤكد الهيئة التزامها بترسيخ موقع دولة الإمارات على مؤشرات تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية، ودعم مساعيها في أن تكون من أوائل دول العالم التي تحقق الحياد المناخي."

وقد أسهمت جهود الهيئة في خفض صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في إمارة دبي بنسبة 19% خلال عام 2022 مقارنة بعام 2010.
بدورها، قالت كاري تشان، الشريك المؤسس والرئيسة التنفيذية في أفانت ميتس:"تؤثر ظاهرة التغير المناخي على إنتاج الغذاء والأمن الغذائي، وتظهر اليوم حاجة ملحة إلى التقنيات التي من شأنها تعزيز فعالية ومرونة المنهجيات المتبعة حالياً، فضلاً عن التقنيات التي تقدم سبلاً جديدة للإنتاج المستدام للغذاء. علاوةً على ذلك، تتزايد الحاجة إلى الحلول المعززة للتنوع الحيوي والتي تسمح للأنظمة البيئية بالاستمرار دون تغيير. وقد أظهرت هيئة كهرباء ومياه دبي ريادةً متميزة في تسليط الضوء على هذه القضية المحورية خلال القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2023، والتي جمعت الخبراء في مختلف الاختصاصات والمجالات للتباحث في الاستراتيجيات القابلة للتنفيذ من قبل صناع السياسات والقطاعين الحكومي والخاص."

حملات بيئية توعوية
تطلق هيئة كهرباء ومياه دبي على مدار العام حملات توعوية لنشر النصائح والإرشادات الخاصة بتبني نمط حياة واعٍ ومستدام بين جميع شرائح المجتمع. وتشتمل الحملات إقامة محاضرات وورش عمل ومسابقات، وعروضاً تفاعلية بحضور شخصيتي الهيئة الكرتونيتين "نور وحياة" اللتين تمثلان الكهرباء والمياه، لتعريف الأطفال والنشء الجديد على سبل الحفاظ على البيئة.

إلى جانب ذلك، نظمت الهيئة 4 حملات خلال العام 2023 لتنظيف الشاطئ في محمية جبل علي البحرية، بالتعاون مع مجموعة الإمارات للبيئة البحرية، وزراعة أشجار القرم في المحمية، وذلك لما تمثله أشجار القرم من أهمية للحفاظ على التنوع البيولوجي، لا سيما في البيئة البحرية، وانسجاماً مع الأهداف الوطنية لتعزيز استدامة غابات القرم، وزراعة 100 مليون شجرة قرم في دولة الإمارات العربية المتحدة بحلول 2030.

كما شهدت الحملات جمع أطنان من الطحالب والأعشاب البحرية المترسبة على الشاطئ، والتي سيتم استخدامها في الأبحاث العلمية لدراسة البيئات البحرية. وتعتبر الأعشاب البحرية التي تم جمعها مورداً قيماً، حيث يمكن استخدامها لصنع الأسمدة العضوية، مما يساعد في تقليل استخدام الأسمدة الاصطناعية، كما يمكن استخدامها لإنتاج الوقود الحيوي ومنتجات أخرى.

ويشارك في الحملات المئات من موظفي الهيئة وعائلاتهم، وموظفي بعض الشركات التابعة للهيئة، إضافة إلى مجموعة من طلاب أكاديمية هيئة كهرباء ومياه دبي. ويساهم المشاركون في الحملات في تحسين نوعية المياه وموائل الحياة البحرية في المحمية، التي تعتبر واحدة من أهم المحميات الطبيعية في دبي.

الحياة الذكية
تمكّن الهيئة المتعاملين من خلال مبادرة "الحياة الذكية" من اتخاذ قرارات ذكية لإدارة استهلاكهم للكهرباء والمياه بكفاءة. وتشتمل المبادرة على لوحة بيانات "الحياة الذكية" لمساعدة المتعاملين على مراقبة استهلاكهم والحصول على تقارير استهلاك سنوية وشهرية ويومية؛ برنامج "نهجي المستدام" لمقارنة استهلاكهم مع استهلاك المنازل المماثلة ذات الكفاءة العالية في منطقتهم، والحصول على نصائح مصممة خصيصاً لكل مستهلك وخطة خاصة للحد من الهدر؛ وأداة "تقييم الاستهلاك" التي تقدم للمتعاملين استبياناً حول استهلاك الكهرباء والمياه، بما يتيح لهم تقييم استهلاكهم للكهرباء والمياه، وبعد استكمال التقييم، يتلقى المتعاملون تقريراً تفصيلياً حول استهلاكهم. إلى جانب ذلك، توفر الهيئة خدمة "إشعار باستهلاك مرتفع للمياه" لمساعدة المتعاملين على اكتشاف أية تسريبات في توصيلات المياه بعد العداد حيث يتم إرسال إشعارات آنية للمتعامل في حال اكتشاف نظام العدادات الذكية أي ارتفاع غير معتاد في الاستهلاك.

آلات إعادة تدوير العبوات البلاستيكية وعلب الألمنيوم
في إطار رؤيتها كمؤسسة رائدة عالمياً مستدامة ومبتكرة ملتزمة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، توفر هيئة كهرباء ومياه دبي آلات ذكية في عدد من مبانيها لإعادة تدوير العبوات البلاستيكية وعلب الألمنيوم. ولدى الهيئة حالياً آلتان ذكيتان لإعادة التدوير في مركزها الرئيسي ومبنى ورسان. وتدعم المبادرة نموذج الاقتصاد الدائري وتطبيقاته في مختلف القطاعات. ومنذ تركيب الآلات الذكية في أكتوبر 2022 وحتى نهاية أكتوبر 2023، قام أكثر من 570 موظف من موظفي الهيئة بإعادة تدوير ما يزيد عن 430,000 عبوة بلاستيكية وعلبة ألمنيوم أي ما تعادل 6,483 كيلوغرام من البلاستيك، تم استخدامها لإنتاج قمصان (تي شيرت) ومنتجات أخرى عبر إحدى الشركات المحلية المتخصصة في مجال إعادة تدوير المخلفات باستخدام حلول التصنيع المستدام.

التحول الرقمي
تسهم هيئة كهرباء ومياه دبي من خلال "ديوا الرقمية"، الذراع الرقمي للهيئة، في الانتقال بدبي نحو ريادة المستقبل عبر إعادة صياغة المفاهيم التقليدية لآليات العمل لتتناسب مع التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم. وبالاعتماد على أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والتقنيات الإحلالية، توفر الهيئة جميع خدماتها على موقعها الإلكتروني وتطبيقها الذكي على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع. وتقدم الهيئة خدمات رقمية نوعية ومتقدمة عبر قنوات مبتكرة تضمن التحسين الدائم للعمليات والإجراءات في الهيئة. وحتى نهاية نوفمبر 2023، بلغت نسبة التبني الذكي لخدمات الهيئة 99.20% فيما أنجز متعاملو الهيئة ما يزيد عن 11 مليون معاملة رقمية.