رؤية القيادة رسّخت مبادئ العمل الجاد والتحلي بالعزيمة والإصرار على النجاح

سلطان الجابر: «اتفاق الإمارات» يبني مستقبلاً أفضل للبشرية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف COP28، أن رؤية القيادة الرشيدة رسخت مبادئ العمل الجاد والتحلي بالعزيمة والإصرار على النجاح والإنجاز، في صميم فكر وقيم المجتمع في دولة الإمارات.

جاء ذلك خلال كلمته في ختام الدورة الـ 28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 الذي شهد توصل أطراف الاتفاقية الـ 198 إلى «اتفاق الإمارات» التاريخي، وذلك عقب جهود تفاوضية ودبلوماسية قامت بها رئاسة المؤتمر على مدار العام للتواصل مع كافة الأطراف تمهيداً لأسبوعين من المفاوضات المكثفة خلال المؤتمر.

وأشاد معاليه بنجاح COP28 في تطوير منظومة مؤتمرات الأطراف وإدراج بنود شاملة تتعلق بالوقود التقليدي لأول مرة في نص الاتفاق النهائي، مما سيفيد كلاً من البلدان الصغيرة النامية والدول ذات الاقتصادات الكبيرة، ويساهم في تحقيق تقدم جوهري نحو تنفيذ الأهداف المناخية العالمية وتوفير الاستثمارات اللازمة لتحقيقها، كما رحب بالتفاؤل الذي ساد الأجواء بين الأطراف في اليوم الختامي للمفاوضات، مما ساهم في الوصول لمستهدفات المؤتمر وتجاوز الطموحات المحددة.

وقال معاليه: « حققنا الكثير معاً في زمن قصير، وخلال الأسبوعين الماضيين عمِلنا بجد وإخلاص لبناءِ مستقبل أفضل لشعوبنا وكوكبنا، وبإمكاننا أن نفخر بما حققناه»، مضيفاً: « تفخر الإمارات بدورها الفاعل في دعمكم لتحقيق هذا التقدم».

مسار عمل

وأضاف: «لقد كان العالم بحاجة إلى مسار جديد للعمل، ومن خلال التركيز على هدفنا الرئيسي توصلنا إلى ذلك المسار، وقدمنا استجابة شاملة لنتائج الحصيلة العالمية وأنجزنا جميع المتطلبات التفاوضية اللازمة. وبالعمل المشترك، واجهنا الحقائق، لنرشد العالم إلى الاتجاه الصحيح. وقدمنا خطة عمل مُحكَمة للحفاظ على إمكانية تفادي تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، استناداً إلى الحقائق العلمية».

وقال: «إنها خطة عمل متوازنة، تساهم في الحد من الانبعاثات، ومعالجة الثغرات الموجودة في موضوع التكيف، وتطوير وإعادة صياغة آليات التمويل المناخي العالمي، وتحقيق متطلبات معالجة الخسائر والأضرار. هذه الخطة تراعي الظروف الوطنية لكل دولة، وتدعم العمل المناخي والنمو الاقتصادي بشكل متزامن. وهي مبنية على توافق الآراء ومدعومة باحتواء الجميع، ويعززها التعاون والعمل الجماعي».

وقال: «إنه «اتفاق الإمارات»، حيث قال الكثيرون إن هذا الاتفاق لا يمكن أن يتحقق، لكن عندما تحدثت إليكم في بداية المؤتمر، وعدتُ بمؤتمر للأطراف يختلف عن سابقِيه، مؤتمر يجمع كافة المعنيين من القطاعين الخاص والحكومي، وممثلي المجتمع المدني، والقيادات الدينية والشباب والشعوب الأصلية».

وأضاف: «إنه منذ اليوم الأول، تعاون الجميع، واتّحدوا، وعمِلوا، وأنجزوا. لقد قمنا معاً بتفعيل الصندوق العالمي المختص بمعالجة تداعيات تغير المناخ وبدأنا في تمويله. وحشدنا تعهدات تمويلية جديدة تفوق 83 مليار دولار.

كما أطلقنا صندوق «ألتيرّا» للاستثمار المناخي، وهو أكبر صندوق عالمي خاص لتحفيز استثمارات العمل المناخي يركز 100% على حلول تغير المناخ. وحققنا إنجازات عالمية رائدة... واحداً تِلو الآخر». وقال معاليه: «لقد حددنا هدفاً لزيادة القدرة الإنتاجية العالمية لمصادر الطاقة المتجددة 3 مرات، ومضاعفة معدل كفاءة الطاقة.

وأطلقنا إعلانات بشأن الزراعة والغذاء والصحة.. فيما بادر المزيد من شركات النفط والغاز، لأول مرة، بالحد من غاز الميثان والانبعاثات الأخرى. وتمكنا من إدراج نص يخص الوقود التقليدي في الاتفاق النهائي للمؤتمر. كل هذه الإجراءات التي تتم لأول مرة في العالم، ستسهم في بناء عالم أفضل وأنظف، ينعم بالرفاه، وأكثر إنصافاً».

تعاون

وأكد معاليه أن مؤتمر الأطراف COP28 أصبح أول مؤتمر للأطراف يستضيف مجلساً لصنّاع التغيير. وشكَّل هذا المجلس نقطة تحول في عملية المفاوضات.

وأضاف: «نال الجميع فرصة التعبير عن آرائهم، وتعرفنا إلى وجهات نظر الشعوب الأصلية.. وشباب العالم.. ودول الجنوب العالمي ونتيجةً لذلك، حققنا تغييراً جذرياً يمكن أن يساهم في إعادة صياغة اقتصاداتنا».

وقال: «لقد أثبتت دولتنا أننا قادرون على تحقيق إنجازات عالمية لصالح كوكب الأرض وسكانه. وساعَدْنا على استعادة الثقة بالعمل متعدد الأطراف. وأظهرنا قدرة البشرية على التكاتف... لمساعدة البشرية. وكانت مهمتنا هي البناء على الأسس التي أرساها لنا الآخرون. وأقول لكم... إن ما بنيناه معاً سيبقى ويصمد على مر الزمن. وقد لا تعرف الأجيال القادمة أسماءكم، لكنها مَدينةٌ لكلٍ منكم بالعرفان».

مسار جديد

وتابع: «نغادر دبي برؤوس مرفوعة. ويستمر عملنا. وسنمضي، متحدين ومتكاتفين، في المسار الجديد الذي رسمته «اتفاقية الإمارات» للعالم. ومعاً، سنسعى نحو هدفنا الرئيسي. وسنتبعه من هنا إلى باكو.. ومن باكو إلى بيليم.

وسنحافظ معاً على مستقبل هذا الكوكب الرائع للأجيال العديدة القادمة». معرباً عن أمله بأن هذه الروح من الشراكة واحتواء الجميع والسلام.. التي استقبلتكم بها دولة الإمارات. وهي نفسها التي ساعدتنا على التوصل لهذا الاتفاق التاريخي.

تقدم جوهري

وقال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر: «إن مؤتمر الأطراف تمكّن من تحقيق تقدم جوهري سيساهم في إعادة صياغة الاقتصادات العالمية وتشكيل المستقبل، وإن العالم تبنى ذهنية جديدة منفتحة تركز على الاستفادة من حلول التحديات المناخية لتدشين مرحلة جديدة من التنمية الاقتصادية المستدامة». كما سلط معاليه الضوء على حرص رئاسة COP28 على احتواء الجميع وضمان الاستماع إلى جميع الأصوات والآراء عبر عملية صنع القرار، والتركيز على دعم دول الجنوب العالمي والدول الصغيرة النامية وتلبية احتياجاتها، مما ساهم في تحقيق تقدم كبير خلال المؤتمر في الجوانب المتعلقة بالهدف العالمي بشأن التكيف.

وأوضح معاليه أن احتواء الجميع كان من أبرز مميزات منظومة عمل COP28 من خلال تكاتف الجميع والحرص على الشفافية والاستماع إلى مختلف الآراء، بما في ذلك الشعوب الأصلية ومجموعة الشباب من أنحاء العالم، والدول التي لم تحظَ آراؤها بالاهتمام الكافي خلال مؤتمرات الأطراف السابقة، لافتاً إلى أن المؤتمر شهد تواصلاً وتفاهماً إيجابياً بين الجميع.

وأشار معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر إلى أن COP28 حقق تقدماً ملموساً في مجموعة من النقاط الاستراتيجية، ومنها الاتفاق على تكثيف الجهود لتسريع إنجاز انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة. وأوضح معاليه أن ما يمنح الاتفاق قيمة حقيقية هو تنفيذ بنوده، وأن مقياس التقدم يعتمد على الإجراءات والأفعال وليس التعهدات والأقوال.

Email