استدامة التراث

تربية النحل.. ممالك من العسل بنكهة التراث

عبدالله اليماحي شغوف بتربية النحل | تصوير: زيشان أحمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

من يرد العسل فعليه تحمل مشاق إنتاجه، هذه من أبجديات تربية النحل، الحرفة المزدهرة في الإمارات وخصوصاً في المناطق التي تضم في ربوعها الجبال الراسيات، فحتا والعين ورأس الخيمة شواهد جلية على خطى المربين القدامى الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل استدامة هذا القطاع التراثي.

ومن أهم المناطق التي تزخر بوفرة الأماكن المناسبة لتكوين مملكة النحل وللحصول على كميات منه تأتي الفجيرة التي لا يزال متتبعو النحل يتناقلون حب رعايته، لأجل استمرار الحصول على أنواع من العسل، ومن النحالين عبدالله خميس اليماحي الذي ورث عن والده هذه الممارسة التراثية، وقد تحدث قائلاً: البحث عن العسل لا بد أن تكون فيه خطورة، وقد وجدت ذلك صعباً وأنا أشاهد والدي وهو يغامر لأجل العسل، مثل التعرض للأفاعي وضربة الشمس والتعب، إضافة لخطورة التسلق، وبقيت متابعاً لوالدي كي أكتسب خبرة عنه موروثة من الأجداد، ومن الأعراف أن كل نحال يعرف المكان الذي بإمكانه البحث فيه، دون التعدي على أماكن ربما يبحث فيها رجل آخر (ضمن شرف المهنة)، ولأن العسل مهم لكونه غذاء ويستخدم للعلاج لذا واجب علينا أن نحافظ على النحل، حتى طريقة إبعاد النحل عن الخلية لا بد أن تكون لطيفة وآمنة حتى لا يتضرر النحل، أو أن يصبح عدوانياً ويهاجم النحال، والنحل يحب المكان الذي يوفر له الأمان ليقيم خليته، ومن تلك العوامل أن يكون مكان الخلية بعيداً عن مهب الرياح أو الأفاعي وأيضاً الحشرات التي تقتات على النحل.

يكمل اليماحي: مربي النحل لا يترك هذه الحرفة في حال وجد نفسه لا يبيع ما حصل عليه، فنحن نواصل رعاية النحل ولا نعتبر أن جهدنا ذهب هدراً إن لم نجد من يشتري، لأننا سنهديه لأنفسنا ونواصل حماية النحل، ولذلك لم تندثر هذه الحرفة وبقيت مزدهرة، ولذلك جزء من استدامتها يعود إلى الإصرار على ديمومتها، لأن من النحل نجد الكثير من الخير عدا عن العسل، مثل الشمع والصمغ وله تأثيرات إيجابية على صحة الإنسان، ومثلما جدي أورث هذا التراث لوالدي فإني سأنقلها لأبنائي لتستمر، ولكن هناك فرقاً بين من يرعاه ويصبر عليه وبين من يهدف فقط للبيع، وتنوع الأشجار في الأودية وبين الجبال أحد أهم أسباب بقاء النحل وكثرة الخلايا، إلى جانب أنه أصبح بالإمكان تربية النحل في الصناديق والتي تعد خلايا، بشرط توفر العناصر التي تحميه من الموت وأيضاً عدم وضع أي مواد ليتغذى عليها النحل، إنما يترك ليذهب للبحث عن الرحيق ويعود لتصنيع العسل، ونحن نزرع في الوقت الذي لا يمكن أن تنمو أزهار كي نوفر له المرعى.

Email