الإمارات الثانية عالمياً في تسجيل عقار للمرض العام الماضي

علاج «اللويحي» بالخلايا الجذعية قيد التجارب السريرية في الدولة

سهيل الركن

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت شعبة الأعصاب في جمعية الإمارات الطبية أن علاج مرض التصلب اللويحي بالخلايا الجذعية ما زال في المراحل الأولية من التجارب السريرية عكس ما تروج له بعض المراكز الصحية من خارج الدولة مشيرة إلى أن الإمارات كانت ثاني دولة على مستوى العالم في تسجيل عقار لهذا المرض العام الماضي، بعد الولايات المتحدة.وقال الدكتور سهيل عبدالله الركن استشاري المخ والأعصاب رئيس الشعبة إن جميع الدراسات التي تم إجراؤها في الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية ما زال أمامها وقت طويل خاصة وأن التجارب السريرية تمر عادة بثلاث مراحل تبدأ بعدد محدود من التطوعين وبعدها يتم توسيع نطاق التجارب لتشمل عدداً من الدول وعدداً أكبر من المتطوعين وجميعها ما زالت قيد الأبحاث والتجارب.

وأوضح أن مركز أبوظبي للخلايا الجذعية الذي يعد من المراكز الرائدة عالمياً يقوم بتجارب سريرية ونتمنى أن يتم في نهاية التجارب الإعلان عن نتائج تدعم هذا العلاج ولكن ما زال هناك متسع من الوقت لإعلان ذلك خاصة وأن التجارب السريرية تستغرق وقتاً طويلاً يصل أحياناً إلى عشر سنوات لمراقبة المرضى والمضاعفات التي قد تحدث لهم ومدى نجاعة الخلايا الجذعية في علاج التصلب اللويحي.

وأضاف: لا يوجد هناك أرقام دقيقة حول عدد المصابين بالتصلب اللويحي في الدولة ولكن وفقاً للدراسات العالمية المرض يصيب بين 5 إلى 7 % من كل 100000شخص، لافتاً إلى أن عدد النساء المصابات بالمرض يقدر بـ 5 أضعاف الرجال.

 

التهابات مناعية

وأشار إلى أن مرض التصلب اللويحي عبارة عن التهابات مناعية مجهولة السبب، تسبب اختلالاً في عمل أنسجة الدماغ والحبل الشوكي، وهناك أنواع من التصلب اللويحي لدى الأطفال، أشهرها تكرر نوبات الهجوم، إذ عادة ما تحدث هجمة إلى ثلاث هجمات لمريض للتصلب اللويحي في العام، وهي من أهم الأمور التي تجرى حولها الأبحاث حالياً، نظراً لمضاعفاته الخطيرة والتي قد تصل إلى الإعاقة البصرية والحركة والمدارك العقلية، لافتاً إلى أن دراسة حديثة نشرت في فرنسا العام الماضي، أرجعت سبب الإصابة لفيروس يسمي «ايه بي بي». كما يجري حالياً محاولة إنتاج لقاح سيتم إعطاؤه للأطفال، ما سيسهم في الحد من انتشار الفيروس.

 

أعراض متنوعة

وأكد الدكتور سهيل الركن أن أعراض التصلب اللويحي مختلفة ومتنوعة حسب الأعصاب المصابة وشدة الإصابة، مشيراً إلى أن مرضى التصلب اللويحي يفقدون القدرة على المشي أو الكلام في الحالات الصعبة، وأن تشخيص المرض في مراحله الأولى يكون أمراً صعباً باعتبار أن الأعراض غالباً ما تظهر ثم تختفي، وقد تختفي لأشهر عدة، لافتاً إلى أن أبرز أعراض المرض تشمل الخدر أو انعدام الإحساس والشعور، أو ضعف الأطراف كلها أو بعضها، مشيراً إلى أن هذا الضعف أو الشلل عادة ما يظهر في جهة واحدة من الجسم أو في القسم السفلي منه، مع فقدان جزئي أو كلي للنظر في إحدى العينين، فيما لا تكون المشكلة في كلتا العينين في الوقت ذاته، وأحياناً مصحوبة بأوجاع في العين لدى تحريكها مع رؤية مزدوجة أو ضبابية، يصاحب ذلك أوجاع وحكة في أجزاء مختلفة من الجسم، والإحساس بما يشبه ضربة كهربائية لدى تحريك الرأس حركات معينة، وفقدان التنسيق بين أعضاء الجسم، أو فقدان التوازن أثناء المشي، مع تعب مصحوب بالدوار.بينما قد تظهر الأعراض عند معظم المصابين بمرض التصلب المتعدد خصوصاً في مراحله الأولى، ومن ثم تختفي بشكل كلي أو جزئي، فيما تظهر في كثير من الأحيان أعراض التصلب اللويحي أو تزداد حدتها عند ارتفاع درجة حرارة الجسم.

 

تشخيص

وقال الدكتور سهيل الركن إنه لا توجد فحوصات محددة لتشخيص التصلب اللويحي، إذ يعتمد التشخيص على نفي وجود أمراض أخرى قد تسبب الأعراض نفسها، فيما بإمكان الطبيب تشخيص المرض بناء على نتائج فحوصات الدم، والتي يمكنها المساعدة في نفي وجود أمراض التهابية أو التهابات أخرى تسبب نفس أعراض التصلب اللويحي والبَزْل القـَطـَنيي، إذ يقوم الطبيب أو الممرضة، باستخراج عينة صغيرة من السائل النخاعي الموجود في العمود الفقري وفحصها مخبرياً، ويمكن أن تدل نتائج هذا الفحص على خلل أو مشكلة معينة ذات صلة بمرض التصلب اللويحي، مثل مستويات غير طبيعية من كريات الدم البيضاء أو البروتينات.وأوضح أن هذه العملية يمكنها أن تساعد أيضاً في نفي وجود أمراض فيروسية، وأمراض أخرى قد تسبب أعراضاً عصبية مماثلة لأعراض التصلب اللويحي.

 

ريادة

وأكد الدكتور سهيل الركن ريادة الدولة عالمياً في سرعة تسجيل أحدث الأدوية، لافتاً إلى أن الإمارات كانت ثاني دولة على مستوى العالم في تسجيل عقار للتصلب اللويحي العام الماضي، بعد الولايات المتحدة، فور اعتماده من قبل الغذاء والدواء، إلى جانب توفير أدوية فموية وحقن تعطى كل شهر، وكل ستة أشهر، إضافة لأدوية أخرى لتخفيض كريات الدم البيضاء والحبوب اليومية، الأمر الذي أسهم في عودة الكثير من المرضى لممارسة حياتهم الطبيعية.

Email