استشارية السكري والغدد الصماء بمدينة الشيخ شخبوط الطبية لـ« البيان»:

الوعي بالإدارة الذاتية للمرض يحدّ من تفاقم «السكري»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أرجعت الدكتورة أسماء الديب، استشاري طب الأطفال ورئيس قسم الغدد الصمّاء للأطفال بمدينة الشيخ شخبوط الطبية، ارتفاع معدّلات الإصابة بمرض السكري في الدولة إلى أسباب عدة، حيث تعود الإصابة بداء السكري من النوع الثاني لدى معظم الناس إلى اتباعهم نمط حياة غير صحّي.

فالأشخاص الذين يعيشون حياة خاملة معظم الوقت، ولا يمارسون الرياضة بشكل منتظم، والذين يتبعون نظاماً غذائياً غير متوازن، والمدخنون، هم أكثر عرضة للإصابة بداء السكري، وفي دولة الإمارات، يعاني تقريباً واحد من كلّ ثمانية بالغين من داء السكري.

وقالت، في تصريحات خاصة لـ«البيان»: إضافة إلى ذلك، يرجع ارتفاع معدّلات الإصابة بمرض السكري غير المشخّص في منطقتنا إلى انخفاض مستوى الوعي، وهناك مجموعة أخرى من الأشخاص المصابين بداء السكري يحتاجون إلى العناية في الوقت المناسب، وهم أولئك الذين يعانون من نسبة السكر غير المنضبطة في الدم.

وتشير الدراسات إلى أن السيطرة المثلى على نسبة السكر في الدم تحققت لدى نسبة تقلّ عن 40 % فقط من الأشخاص المصابين بداء السكري في الدولة، ومن أهم الأسباب لذلك، عدم الالتزام التامّ بتناول الأدوية والنظام الغذائي، وتدنّي مستوى الوعي بممارسات الإدارة الذاتية لداء السكري.

تثقيف

وفيما يتعلق بالحلول المقترحة للحدّ من الإصابة بمرض السكري، أشارت الدكتورة أسماء الديب إلى أنه خلال السنوات الأخيرة، عملت المؤسسات الصحية ومزوّدو الرعاية الصحية في الدولة على زيادة حملات التثقيف والتوعية للمساعدة في إطلاع المجتمع على معدّل انتشار داء السكري، وعلى عوامل الخطر التي ينبغي مراقبتها، وأساليب الوقاية.

كما زادت أيضاً من معدّلات إجراء فحص الأفراد المعرضين لمخاطر عالية للإصابة بالمرض، ويجب أن تتواصل الجهود على هذين المسارين، إلى جانب المسؤولية التي يتحمّلها المجتمع أيضاً، حيث أصبح اعتماد أسلوب الحياة الصحية أكثر أهمّية من أي وقت مضى، وخاصة في ظلّ توقعات تشير إلى ارتفاع معدّلات الإصابة بداء السكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 73 مليون حالة في الوقت الحالي، إلى 135.7 مليون حالة بحلول عام 2045.

وتابعت بالرغم من أن الإصابة بمرض السكري أصبح أمراً شائعاً بين المجتمعات، إلاّ أنه داء ينبغي مواجهته بكل حال، حيث أنشأت دولة الإمارات منظومة للاستشارة والرعاية والفحص يسهل على الناس الوصول إليها، والاستفادة منها من خلال توفير الدعم اللازم للمساعدة في تخفيف الوزن، أو التوقّف عن التدخين، أو موازنة النظام الغذائي.

كما يحتاج الأشخاص الذين يعانون من الإصابة بداء السكري إلى المساهمة بشكل فّعال في مسيرتهم العلاجية، حيث إنّ مستوى السكر في الدم لدى المصابين يعتمد إلى حدّ كبير على نمط الحياة المتّبع؛ مثل الطعام والنوم والأنشطة والإجهاد.

وفيما يخص الإدارة الذاتية لمرض السكري قالت: تعدّ المراقبة الذاتية المنتظمة لنسبة السكر في الدم، وإجراء التعديلات على نمط الحياة، والالتزام بالأدوية وأساليب العلاج، والمتابعة الدورية مع الأطباء، ركائز الإدارة الذاتية الأساسية لداء السكري.

وتشتمل المراقبة الذاتية المنتظمة لنسبة السكر في الدم على قياس مستوى الجلوكوز في الدم في أوقات محددة، والاحتفاظ بسجلّات دقيقة، وعلى الأغلب، يجب إجراء القياس مباشرة بعد الاستيقاظ فوراً، وبعد ساعتين من تناول الغداء، ولكن ينبغي على المصابين بالسكري استشارة أطبائهم لتأكيد أوقات القياس.

تطبيقات

وحول سؤال عن ما دمج الأجهزة والتطبيقات والمنصّات الرقمية الداعمة لإدارة داء السكري، أكدت الدكتورة أسماء الديب على أن الدمج أسهم بجعل الإدارة الذاتية للمرض أكثر ملاءمة للأشخاص المصابين والأطباء على حدٍّ سواء، حيث يُمكن توصيل الأجهزة المتقدّمة لقياس نسبة السكر في الدم بالهواتف المحمولة، ونقل البيانات بسهولة إلى التطبيقات المتخصّصة .

Email