مؤسسة دبي للمستقبل تصدر تقريراً يستعرض أبرز فرص وتحديات التوجهات العالمية:

10 توجهات تصمم مستقبل العالم في 2023

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 أصدرت مؤسسة دبي للمستقبل تقريراً بعنوان "10 توجهات كبرى تصمم مستقبل العالم في 2023" ضمن سلسلة تقاريرها المعرفية الهادفة إلى تسليط الضوء على مختلف التوجهات العالمية وتعريف صناع القرار ومختلف شرائح المجتمع بأبرز الفرص والتحديات الحالية والمستقبلية.

ويتناول هذا التقرير أهم التوجهات التي ترتبط بتحقيق النمو والازدهار وجودة حياة المجتمعات في المستقبل، وتم اختيار هذه التوجهات الكبرى بناء على درجة أهميتها وتعقيدها وضخامتها وترابطها والتقاطعات المتنوعة فيما بينها. وتشكل هذه التوجهات تشكل ركيزة لدفع مسيرة الابتكار والتنمية  لمجالات متنوعة وغير محدودة في المستقبل.

 

رؤية واضحة

وأكد سعادة خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن سرعة التطور التكنولوجي وما تفرضه من تغييرات متنوعة في مختلف القطاعات الحكومية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية، تسهم بتوفير فرص جديدة وواعدة يمكن توظيفها لخدمة التطلعات الإنسانية في تصميم مستقبل أفضل، مشيراً إلى أن هذا التقرير يهدف إلى دعم تطوير حلول استباقية لتجاوز التحديات من تحليل السيناريوهات المستقبلية والتعريف بالفرص المتاحة.
وقال بلهول: "دولة الإمارات لديها رؤية قيادية فريدة تؤمن بتحويل التحديات إلى فرص واعدة، ولطالما كان تركيزنا على دراسة التوجهات الجديدة وإيجاد أفضل الحلول بشكل استباقي لتجاوز التحديات التي تجمعنا معاً نحن البشر في مصير مشترك ومستقبل واحد، لنصمم ونختبر ونطور حلولاً صالحة لكل مدن ومجتمعات العالم".

وأضاف: "تصميم المستقبل يتطلب رؤية واضحة ومعرفة شاملة بالاتجاهات المتوقعة لمستقبل المدن والمجتمعات، فهذا التطور المستمر والتغيير الجذري الذي نشهده يومياً يستدعي منا التفكير ملياً في المستقبل الذي نطمح إليه، والعمل وفق سيناريوهات استشرافية مبنية على معطيات تحليلية وإحصائيات واقعية ودقيقة. وإذا فهمنا هذه الاتجاهات ودوافعها والعوامل المؤثرة فيها، وتأثيرها على مجتمعاتنا وطريقة عيشنا وتعاملنا وممارستنا لأعمالنا، سنتمكن من توظيف الكثير من الفرص والأدوات والمهارات والإمكانات الجديدة في كل النواحي الاقتصادية والبيئية والاجتماعية".

ثورة المواد

وأشار تقرير "10 توجهات كبرى تصمم مستقبل العالم في 2023" إلى أن العالم سيشهد خلال العام 2023 تسارعاً في الانتقال من الموارد التقليدية إلى استخدام مواد جديدة ومكونات مبتكرة، وستساعد التقنيات الرقمية المتقدمة في إنشاء مواد ذات خصائص محددة وبدقة عالية مثل تلك الموجودة في المواد الطبيعية، وقد تشكل هذه المواد الجديدة ملامح الثورة الصناعية الخامسة.

وستستجيب المواد الجديدة لاحتياجاتنا المستقبلية، بدءاً من المواد المستدامة إلى المنتجات الاستهلاكية ومواد البناء وأصناف الوقود الاصطناعي وصولاً إلى التقاط الكربون وعزله، وتخزين البطاريات الصديقة للبيئة والتطورات في صناعة أشباه الموصلات لتحقيق قدر أكبر من الكفاءة في تصميم الخلايا الشمسية.

انخفاض تكلفة البيانات الخام

وذكر التقرير أن البيانات تشكل ركيزة لتقدم مختلف التطبيقات والصناعات مع ضرورة مواصلة تطوير قوانين وتشريعات جديدة لخصوصية المستخدمين، حيث تكمن الفرص المستقبلية في الاستخدامات الجديدة والأفضل للبيانات المتاحة المطبقة بنماذج الأعمال الناشئة. وتمثل التجارة الرقمية للسلع والخدمات المرحلة التالية للاستفادة من البيانات على الصعيد التجاري، وهو ما يمكن تعزيزه بزيادة تبادل البيانات المجمعة على مستوى الصناعات والدول، مما يولد عائدات اقتصادية أكبر.
تزايد الثغرات التكنولوجية الأمنية

ويتمثل التوجه العالمي الثالث وفقاً للتقرير في الحاجة العالمية لتعزيز منظومة الأمن الرقمي والبنية التحتية التكنولوجية في ظل تزايد اتصال البشر والآلات بشبكة الإنترنت. وبحلول العام 2023 سيكون هناك 5.3 مليار مستخدم للإنترنت (أي ثلثا سكان العالم) بمعدل 3.6 أجهزة للفرد الواحد.
ومن المتوقع أن ينمو سوق التأمين الإلكتروني العالمي بمعدل نمو سنوي مركب يقارب 26٪ بحلول العام 2029 ليصل إلى 63.62 مليار دولار.  وقد ازدادت عمليات برامج الفدية والابتزاز بأكثر من الضعف بين عامي 2020 و2022.
تطور تقنيات الطاقة

وتطرق تقرير "10 توجهات كبرى تصمم مستقبل العالم في 2023" إلى زيادة الاستثمار العالمي في الطاقة المتجددة والحد من الانبعاثات الكربونية بعد أن وصلت قيمته في العام 2022 إلى 2.4 تريليون دولار بزيادة قدرها 8٪. وفي حين أن الطاقة المعتمدة على الكربون ستظل عنصراً مهماً في مزيج الطاقة، لكن من المرجح أن يكون النمو في الاستثمارات تقريباً مدفوعاً بالكامل بمصادر الطاقة المتجددة وتقنيات إزالة الكربون.
ومن المتوقع أن تمثل الألواح الشمسية الكهروضوئية 60٪ من القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة عالمياً في ظل مشاريع على نطاق المؤسسات الخدمية تمثل ما يقارب ثلثي التوسع الإجمالي لمحطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية في العام 2022.

إدارة النظم البيئية

وأشار التقرير إلى أن حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي مسؤولية مشتركة للحكومات والشركات والمجتمعات، وأن عمليات التدقيق على الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات تشهد تنامياً مستمراً، حيث يطلب المستثمرون والجهات التنظيمية ووكالات التصنيف من الشركات الكبرى الالتزام بتعزيز الاستدامة. ورغم أن أوروبا كانت رائدة في هذا المجال تاريخياً، لكن يبدو أن الأسواق الآسيوية والأمريكية تلحق بالركب. وستبادر الشركات إلى تخفيض بصمتها الكربونية، إضافة إلى تحقيق المحصلة الإيجابية وهي مرحلة متقدمة تسعى فيها الشركات إلى تقديم أكثر مما تستهلكه من مصادر طبيعية للبيئة في جميع عملياتها.

نمو اقتصاد الأعمال المستقلة 

وتواصل التغيرات العالمية فرض واقع جديد في مجالات الأعمال والتجارة والتجزئة وتسرع من التحول الرقمي، حيث أدت جائحة "كوفيد-19" إلى تسريع أحد أبرز الاتجاهات والذي يتمثل في إدارة التجارة وعمليات تحويل الأموال والوظائف عبر التطبيقات الذكية. من المرجح أن يتوجه الملايين من الأشخاص إلى اقتصاد الأعمال المستقلة والعمل عبر الحدود دون مغادرة دولهم.

فقد شهد العالم خلال الفترة الماضية نشوء العديد من نماذج الأعمال الجديدة والمبتكرة. ويُظهر المستهلكون إقبالاً كبيراً على هذه الخدمات الجديدة. ومن المتوقع أن ينمو اقتصاد الأعمال المستقلة عالمياً بمقدار الثلث تقريباً ليصل إلى 455 مليار دولار أمريكي في عام 2023.

الواقع الرقمي الجديد

أما التوجه العالمي السابع فيتمثل في تطبيقات الميتافيرس والألعاب الإلكترونية والتفاعلات الاجتماعية عبر الإنترنت التي ستصبح أكثر واقعية واستخداماً في العوالم الرقمية، حيث يعتبر قطاع الألعاب الإلكترونية من أهم القطاعات الاقتصادية حالياً، وستسهم الاستثمارات في تطبيقات عالم الميتافيرس بتعزيز قيمة هذا القطاع إلى مئات مليارات الدولارات. وليست هذه سوى البداية، فهذه الأسواق ستستمر في النمو حيث ستصبح الألعاب والتفاعلات الاجتماعية عبر الإنترنت أكثر واقعية وارتباطاً بعروض المنتجات في العالم الافتراضي.
التعايش مع الروبوتات

كما ذكر التقرير أن سرعة وسهولة تطوير الروبوتات وانخفاض تكلفة إنتاجها تسهم بتعزيز كفاءة الأداء والإنتاج وتدعم نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، فقد تسارع تبني الروبوتات في قطاع التصنيع خلال جائحة "كوفيد-19. ومن المتوقع أن تتجاوز قيمة سوق الروبوتات العالمية أكثر من 94 مليار دولار بحلول العام 2028. كما بلغ متوسط كثافة الروبوتات الصناعية العالمية مقارنة بعدد العاملين أعلى مستوى له على الإطلاق وبلغ 126 روبوتاً لكل 10000 موظف في العام 2021، مقارنة بـ 66 روبوتاً في العام 2015.  ويوجد 3.5 مليون روبوت صناعي قيد التشغيل في الوقت الحالي.
إعادة تحديد الأهداف الإنسانية

وأشار تقرير "10 توجهات كبرى تصمم مستقبل العالم في 2023" أيضاً إلى أن جودة حياة الإنسان ستبقى الدافع الأهم لحكومات العالم من خلال تطوير التعليم ومواجهة تحديات توفير الوظائف وتعزيز الصحة العقلية والنفسية. حيث تواجه البشرية العديد من التحديات المختلفة في مجالات التعليم والصحة والعمل والتفاعل الاجتماعي والنمو السكاني، وهناك حلول لهذه التحديات المشتركة بالطبع، لكن ذلك يحتاج إلى إعادة تطوير الاستراتيجيات وتعزيز الشراكات لتوفير المزيد من فرص التنمية في المجتمعات.
وأكد التقرير على أهمية إعادة النظر في استثمارات أبحاث الصحة النفسية. حيث يتم إنفاق حوالي 3.7 مليار دولار سنوياً على أبحاث الصحة العقلية في جميع أنحاء العالم، وهو ما يقدر بـ 7٪ من إجمالي التمويل. ويذهب أكثر من نصف التمويل (56٪) إلى الأبحاث الأساسية بدلاً من الأبحاث السريرية أو التطبيقية.
 

تزايد الاهتمام بالصحة والتغذية

وشدد التقرير على أن الأمن المائي والغذائي وتوفير الرعاية الصحية ستبقى من أهم الدوافع المشتركة لتعزيز التعاون العالمي وتوظيف التكنولوجيا لدعم المجتمعات، وتشير التقديرات إلى أن استثمار 18 مليار دولار سنوياً في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل يمكن أن يولد فوائد اقتصادية بقيمة 2.7 تريليون دولار بحلول العام 2030.

ولفت كذلك إلى أهمية زيادة الاستثمارات العالمية في تعزيز خدمات الرعاية الصحية وتوفير المياه والغذاء ومحاربة الأمراض، وتشير التقديرات إلى أن الإنفاق العالمي على الرعاية الصحية سيرتفع بمعدل نمو سنوي مركب قدره 3.9٪ بين عامي 2020 و2024، ليصل إلى 10 تريليون دولار بحلول العام 2024. وتشير التقديرات إلى افتقار شخص من كل ثلاثة أشخاص حول العالم إلى المياه الصالحة للشرب، كما أن هناك ثلاثة مليار شخص ما زالوا يفتقرون إلى مرافق لغسل اليدين، وفي عام 2022، يقف 50 مليون شخص في 45 دولة على حافة المجاعة، كما يتطلب نحو 24.5 مليار دولار لتوفير الغذاء لـ 153 مليون شخص.


10 توجهات تصمم مستقبل العالم في 2023

1 – ثورة المواد: الانتقال من الموارد التقليدية إلى استخدام مواد جديدة ومكونات مبتكرة سيشكل أحد أبرز ملامح الثورة الصناعية الخامسة

2 - انخفاض تكلفة البيانات الخام: البيانات تشكل ركيزة لتقدم مختلف التطبيقات والصناعات مع ضرورة مواصلة تطوير قوانين وتشريعات جديدة لخصوصية المستخدمين

3 - تزايد الثغرات التكنولوجية الأمنية: العالم بحاجة لتعزيز منظومة الأمن الرقمي والبنية التحتية التكنولوجية في ظل تزايد اتصال البشر والآلات بشبكة الإنترنت 

4 – تطور تقنيات الطاقة: زيادة الاستثمار العالمي في الطاقة المتجددة والحد من الانبعاثات الكربونية تسهم بتعزيز أمن واستدامة الطاقة وتنوع مصادرها

 5 – إدارة النظم البيئية: حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي مسؤولية مشتركة للحكومات والشركات والمجتمعات

6 – نمو اقتصادات الأعمال المستقلة: التغيرات العالمية تواصل فرض واقع جديد في مجالات الأعمال والتجارة والتجزئة وتسرع من التحول الرقمي   

7 - تسارع الانتقال إلى الواقع الرقمي الجديد: تطبيقات الميتافيرس والألعاب الإلكترونية والتفاعلات الاجتماعية عبر الإنترنت ستصبح أكثر واقعية واستخداماً في العوالم الرقمية

8 - التعايش مع الروبوتات: سرعة وسهولة تطوير الروبوتات وانخفاض تكلفة إنتاجها تسهم بتعزيز كفاءة الأداء والإنتاج وتدعم نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة

 9 – إعادة تحديد الأهداف الإنسانية: جودة حياة الإنسان ستبقى الدافع الأهم لحكومات العالم من خلال تطوير التعليم ومواجهة تحديات توفير الوظائف وتعزيز الصحة العقلية 

10 - تزايد الاهتمام بالصحة والتغذية: الأمن المائي والغذائي وتوفير الرعاية الصحية ستبقى من أهم الدوافع المشتركة لتعزيز التعاون العالمي وتوظيف التكنولوجيا لدعم المجتمعات 

يمكن الاطلاع على تقرير "10 توجهات كبرى تصمم مستقبل العالم في 2023" الذي أصدرته مؤسسة دبي للمستقبل باللغتين العربية والإنجليزية عبر الرابط الإلكتروني: (www.dubaifuture.ae/ar/megatrends).

Email