«الميل الأخير» رسالة محمد بن زايد للقضاء على الأمراض المدارية

تحت شعار «لنبادر إلى العمل والتعاون والاستثمار في مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة» تشارك دولة الإمارات العالم إحياء اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة الذي يوافق 30 يناير من كل عام، بهدف التوعية والتعاون وتحفيز مجتمع الصحة العالمي وتعزيز الجهود للقضاء على هذه الأمراض حول العالم.

وتمثل رسالة «بلوغ الميل الأخير» التزام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، القضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها وتؤثر في أفقر سكان العالم والمجتمعات الأكثر هشاشة فيه، إضافة إلى مساعدة ملايين الأطفال والبالغين على عيش حياة صحية بكرامة.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن اعتماد إعلان أبوظبي في شأن استئصال داء الدودة الغينية في 23 مارس الماضي في العاصمة الإماراتية، مثل إضافة جديدة لتسريع وتيرة القضاء على هذا المرض، وكان الإعلان من بين أهم الإنجازات التي تحققت في العام الماضي، وتعهد ممثلون من 8 دول بتعزيز الجهود اللازمة للحد من انتشار مرض دودة غينيا الطفيلي المُعدي، والقضاء عليه جذرياً بحلول عام 2030، وذلك في إطار الجهود الدؤوبة لاستئصال هذا المرض الذي يعد أحد الأمراض المدارية المهملة. كما قُطعت تعهدات كبرى في مؤتمر قمة كيغالي المعني بالملاريا وأمراض المناطق المدارية المُهملة، وصدر إعلان كيغالي في 23 يونيو.

وأشارت المنظمة إلى أنها ستبدأ تنفيذ خريطة الطريق الجديدة في شأن أمراض المناطق المدارية المُهملة 2021 - 2030. وفي مايو 2021، اعتمدت جمعية الصحة العالمية في دورتها الرابعة والسبعين، يوم 30 يناير يوماً عالمياً رسمياً «للأمراض المدارية المهملة» وقررت إضافته للتقويم الرسمي للفعاليات العالمية لمنظمة الصحة العالمية، وذلك تقديراً للجهود الدؤوبة التي بذلتها دولة الإمارات بالتعاون مع الدول الأعضاء والشركاء الآخرين لتشجيع المجتمعات وتحفيزها على مكافحة هذه الأمراض.

مبادرة

وكانت دولة الإمارات قد بادرت بطلب لإحياء اليوم العالمي للأمراض المهملة للتعريف بهذه القضية المهمة، ومثل الإعلان وثيقة سياسية رفيعة المستوى تهدف إلى حشد الإرادة السياسية والموارد والعمل من أجل إنهاء المعاناة الناجمة عن الأمراض المدارية المهملة، ويركّز الإعلان على مسؤولية الدول في برامج مكافحة تلك الأمراض، ويؤكد أهمية التكامل والتعاون الوثيق في هذا الصدد.

وتضم مبادرة «بلوغ الميل الأخير» التي تنفذها دولة الإمارات للقضاء على الأمراض المدارية المهملة مجموعة من البرامج الصحية العالمية التي تعمل على التخلص من الأمراض المعدية، وتوفر المبادرة العلاج والرعاية الوقائية في المجتمعات التي تفتقر إلى إمكان الحصول على الخدمات الصحية ذات الجودة العالية، مع التركيز خاصة على بلوغ الميل الأخير في القضاء على الأمراض.

وقد أشارت التقديرات في منتصف ثمانينات القرن الماضي، إلى وجود 3.5 ملايين حالة إصابة بمرض دودة غينيا في 20 دولة حول العالم، منها 17 بلداً في أفريقيا و3 دول في آسيا، وانخفض عدد الحالات المبلغ عنها إلى أقل من 10 آلاف حالة أول مرة في عام 2007، واستمر في الانخفاض إلى 542 حالة (في 2012). وظلت الحالات البشرية على مدى السنوات الثماني الماضية ممثلة في رقمين (54 حالة في 2019 و27 حالة في 2020) حتى انخفضت في 2022 إلى 15 حالة فقط.

وقد شملت استراتيجية الوقاية من المرض تعزيز ترصده من أجل الكشف عن كل حالة عدوى بشرية وعدوى حيوانية به في غضون 24 ساعة من خروج الدودة من جسم المصاب، وكذلك الوقاية من انتقال الداء من كل دودة عن طريق العلاج والمواظبة على تنظيف المناطق المصابة من الجلد وتضميدها إلى أن تُطرد الدودة تماماً من الجسم، ومنع تلوث مياه الشرب عن طريق منع الأشخاص المصابين بالعدوى والحيوانات المصابة بها (الكلاب والقطط) من الخوض في المياه، وضمان إتاحة إمدادات مياه الشرب المحسنة على نطاق أوسع للوقاية من العدوى، وتصفية المياه المستخرجة من الأسطح المائية قبل شربها، وتنفيذ أنشطة مكافحة النواقل باستعمال مبيد اليرقات المحتوي على مادة «تيميفوس»، وتعزيز جوانب التثقيف الصحي وتغيير السلوكيات.