باحثون في جامعة الشارقة لـ« البيان»:

الإمارات قادرة على تمكين الطاقات الوطنية في مجال الفضاء

خلال إطلاق القمر الصناعي المكعب «الشارقة سات 1» | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد باحثون في مختبر الأقمار الصناعية المكعبة، بأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك في جامعة الشارقة، من المشاركين في تصميم «الشارقة سات 1»، أن الإمارات قادرة على تأسيس الإمكانيات الأساسية لإنشاء مثل هذه المشاريع، إضافة إلى قدرتها على تمكين الطاقات الشابة الإماراتية في مجال الفضاء من خلال إيجاد جيل رقمي مزود بأفضل أدوات العصر.

وأشاروا إلى أنهم عملوا على تحليل برامج الكمبيوتر المختصة بالقمر الصناعي من الناحية الإنشائية والحرارية، ومن ثم اختباره في الواقع بالأجهزة المختصة للتأكد من جاهزيته وقدرته لتحمل ظروف الإطلاق وظروف الفضاء القاسية، إضافة إلى استقبال بيانات القمر الصناعي باستخدام المحطة الأرضية بالأكاديمية، للعمل على تحليلها ودراستها.

لافتين إلى أن المشروع سيطور القدرات المحلية للبحث العلمي وتصنيع تكنولوجيا الفضاء لطلاب الجامعة، كما يعود المشروع بالفائدة للدولة من خلال فهم تأثير الأشعة السينية الصادرة من الشمس وعدة مصادر كونية على الطقس الفضائي للأرض.

تجربة

وأكدت المهندسة أمل محمد الحمادي، مهندسة باحثة في مختبر الأقمار الصناعية المكعبة بأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك في جامعة الشارقة، أنها عملت مهندسة وعضوة في فريق عمل مشروع «الشارقة سات-1».

فكانت مسؤولة عن الحمولات على متن هذا المشروع، وتكمن وظيفتها في تصميم وتجربة هذه الحمولات التي تؤدي الغرض الأساسي من إنشاء هذه المهمة الفضائية، فالحمولة الرئيسية «للشارقة سات-1» هي كاشف الأشعة السينية المطور.

والذي يقوم بدراسة مدى تأثير هذه الأشعة على طبقات الغلاف الجوي الأرضي، ما يساهم في تحسين جودة الاتصالات الفضائية وإشارات الإرسال والاستقبال، أما الحمولة الثانية، فهي نظام تصوير ثنائي باستخدام كاميرتين جل تركيزهما على الدولة وإمارة الشارقة، وتعد الحمولة هي الأساس العلمي الذي تسير المهمات الفضائية لأجله وتصنع الأقمار الصناعية له.

وقالت إن النجاح هو الفرحة الكامنة التي أراها في أعين الناس بعد هذا الإطلاق، ورد الجميل إلى الوطن الذي لم يبخل على أبنائه، ومنذ بداية المشروع وطلاب الجامعات وجامعة الشارقة يساهمون في هذا الإنجاز عبر المشاركة في تصميم المرحلة الأولية من المهمة، بالإضافة إلى إعطائهم الدورات التدريبية لبناء جيل قادر على إنشاء هذه المشاريع الفضائية وابتكار المشاريع الجديدة التي تخدم الوطن.

بيانات

من جانبها أكدت المهندسة طريفة الكعبي، مهندسة باحثة في مختبر الأقمار الصناعية المكعبة، بأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك في جامعة الشارقة، أنها عملت ضمن فريق الهيكل الخارجي للقمر الصناعي، وهذا يتضمن تصميمه وتحليله عبر برامج الكمبيوتر المختصة من الناحية الإنشائية والحرارية.

ومن ثم اختباره في الواقع بالأجهزة المختصة للتأكد من جاهزيته وقدرته لتحمل ظروف الإطلاق وظروف الفضاء القاسية، إضافة إلى استقبال بيانات القمر الصناعي باستخدام المحطة الأرضية بالأكاديمية، للعمل على تحليلها ودراستها، لافتة إلى أنها فخورة بكونها جزءاً من فريق العمل على أول مشروع قمر صناعي مكعب للأكاديمية، وأن جهود العمل في الـ 3 أعوام الماضية تكللت بالنجاح.

كما أن الخبرة المكتسبة من هذا المشروع بجميع مراحله سيتم الاستفادة منها في مشاريع الأقمار الصناعية المستقبلية للأكاديمية، خاصة وأننا تمكنا من بناء قدراتنا التكنولوجية وتأسيس المختبر بجميع المرافق الأساسية بهذا المشروع.

ألواح

وقالت المهندسة فاطمة الكتبي، مهندسة باحثة في مختبر الأقمار الصناعية المكعبة بأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك في جامعة الشارقة، إن وظيفتها في المشروع هي تصميم نظام الطاقة الكهربائي لـ«الشارقة سات -1» والذي يعتمد على الطاقة الشمسية التي تولد الكهرباء من خلال الألواح الشمسية التي تغطي جميع أسطح القمر الصناعي عند توفر ضوء الشمس.

ويتم تخزين الطاقة الإضافية في بطاريات لتشغيل أنظمة القمر الصناعي خلال فترة انعدام ضوء الشمس من المدار وبعد القيام بالتصميم الأولي تم اختبار الفرضيات من خلال برامج المحاكاة لبيئة الفضاء، ومن ثم تم اختبار الكفاءة عن طريق الاختبارات النهائية للقمر الصناعي، مبينة أنها فخورة بذلك الإنجاز الذي يحقق تطلعات الإمارة والدولة العلمية من خلال استكشاف تكنولوجيا الفضاء وتطبيقها في مجالاتٍ عديدة.

كما يساهم هذا المشروع في تطوير القدرات المحلية للبحث العلمي وتصنيع تكنولوجيا الفضاء لطلاب الجامعة، وكذلك يبني ثقافة وخبرة وطنية عالية في نفس المجال، ويعود المشروع بالفائدة للدولة والإمارة من خلال فهم تأثير الأشعة السينية الصادرة من الشمس وعدة مصادر كونية على الطقس الفضائي للأرض، ما يساهم في تحسين جودة الاتصالات.

اتجاهات

وأوضح المهندس محمد صالح بن عاشور، مهندس باحث في مختبر الأقمار الصناعية المكعبة بأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك في جامعة الشارقة، أن عمله يكمن في تصميم ودمج واختبار نظام تحديد الاتجاهات والتحكم، ويتركز في تحديد واختيار نظام التحكم الخاص بهذه المهمة بعناية لضمان نجاحها، مع مراعاة المعايير والمقاييس المفروضة على الأقمار الصناعية المكعبة فيما يتعلق بالحجم والوزن والقوة.

بالإضافة إلى المتطلبات التشغيلية والعوامل البيئية المتوقع تأثيرها على كفاءة القمر الصناعي طوال مدة عمل المهمة، حيث تم استخدام طريقة التحكم ثلاثية المحاور لتلبية متطلبات المهمة، ويتم تحقيق ذلك من خلال مجموعة متكاملة من أجهزة الاستشعار والمحركات والخوارزميات والبرامج لتوفر هذه الأنظمة معاً تحكماً كاملاً.

لافتاً إلى أنه سعيد بالمشاركة في ذلك الفريق لجمع البيانات العلمية ودراستها لتحقيق جميع أهداف المهمة والاستفادة منها بشكل جيد للمساعدة في فهم مدى تأثير الأشعة السينية على الطقس الفضائي الخارجي.

وبدورها بينت المهندسة مريم الأنصاري، مهندسة باحثة في مختبر الأقمار الصناعية المكعبة، بأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك في جامعة الشارقة، أنها كانت جزءاً من فريق الهيكل الخارجي للقمر الصناعي المكعب، مسؤولة عن تصميمه وتصنيعه واختباره.

بالإضافة إلى التأكد من صحة باقي الأنظمة وقدرة تحمل الهيكل للأجواء القاسية في الفضاء كاهتزاز الصاروخ أثناء الإطلاق، فتم اختبار جاهزية القمر الصناعي استعداداً للإطلاق وتجربة تشغيله لآخر مرة قبل إرساله إلى قاعدة الإطلاق في الولايات المتحدة الأمريكية.

كما أنها فخورة بمشاركتها خلال 3 أعوام في المشروع، لافتة إلى أن المشروع سيعزز مكانة الشارقة في المحافل الدولية ورفع اسم الدولة في مجال الفضاء والمجال العلمي البحثي، حيث من خلاله برزت إمكانية شباب الوطن وطاقاته في التصميم والتصنيع والنشر العلمي عوضاً عن إشراك الهيئات الحكومية في الاستفادة من إمكانيات القمر الصناعي من أجل تطوير وتحسين الإمارة.

أنظمة

من جانبها أكدت المهندسة مريم شريف، مهندسة باحثة في مختبر الأقمار الصناعية المكعبة، بأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك في جامعة الشارقة، أنها تعمل مهندسة باحثة في مختبر الأقمار الصناعية المكعبة من ضمن فريق عمل نظام معالجة البيانات، وهو أحد الأنظمة الفرعية التي تدعم حمولة القمر الصناعي المكعب (شارقة سات-1) وهذا النظام يربط بين الحمولة وجميع الأنظمة الفرعية للقمر الصناعي:

كنظام الاتصال، التحكم، والطاقة، عن طريق برمجة القمر الصناعي لإصدار الأوامر وأداء المهام واستقبال البيانات مثل بيانات المهمة القادمة من راصد الأشعة السينية وتصوير نظام الكاميرا الثنائي.

بالإضافة إلى بيانات صحة القمر الصناعي التي تتمثل في درجات حرارة الإلكترونيات ومستويات الطاقة وغيرها من القراءات، مبينة أنها تشعر بالفخر لكونها ضمن ذلك الفريق، كما أن تلك التجربة تتيح لطلبة جامعة الشارقة والمؤسسات التعليمية فرصه لتوسيع المعارف وبناء المهارات.

من جانبه أكد المهندس يوسف فروخ، مهندس باحث في مختبر الأقمار الصناعية المكعبة، بأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك في جامعة الشارقة، أنه عمل في المشروع مهندس أنظمة فضائية لتصميم وبناء واختبار القمر الصناعي، والتأكد من أن جميع الأنظمة الفرعية كالحواسيب، المستشعرات، أجهزة توليد الطاقة والاتصال في المركبة الفضائية تعمل معاً حتى تحقق المركبة الفضائية أهدافها.

مكانة

أشار المهندس يوسف فروخ إلى أن كافة أعضاء الفريق استفادوا من هذا القمر الصناعي الذي يساعد في إثبات وترسيخ مكانة الدولة في الصدارة العالمية في علوم الفضاء والهندسة المتقدمة، ومن الجانب العلمي ينعكس على الفوائد العلمية للمشروع الذي سينفذ أبحاثاً عن طقس الفضاء، والتي ستساعد جميع الدول العاملة في أنشطة الفضاء.

Email